عاداتنا الاجتماعية..ونبذها لثقافة الرقم..؟

عاداتنا الاجتماعية ..ونبذها لثقافة الرقم..؟
ا.د حسين محادين

1,- علميا ؛المجتمعات البدوية والأقرب الى الريف والساكنة على حواف المدينة كمجتمعنا الاردني، فكريا وحياتيا وسلوكيا، إنما تقدس المفاهيم والمعايير وتقبل الممارسات المعنوية كالمدح والشعر المخدر معنويا لها كأولوية، ولا تعير “ثقافة الارقام” كقيمة ومعايير اقتصادية وقانونية مدنية اي اهتمام . فنجد ان وصوفات إجتماعية مثل؛ فلان كريم، شجاع، طعام زاد، فارس، ما بهمه الدين”الإستدانه”، وما بخاف من الحكومة ، وكلها عناوين حاضرة بقوة لافته في حياتنا، ومثل هذه المفاهيم العقلية الممارسة ايضا، تتجلى في انماط واحجام البناء والبيوت ،او حتى عند قيام احدنا بشراء سيارة ما، فانه يختار الأكبر حجما، والاقل اقتصادا، بغض النظر عن حاجته الفعلية لاي منهما” كبرها ولو انها عجره- ايغير ناضجة.الكبير احسن من الصغير، ما في حدا بموت من الدين.. دين الحكومة مو دين الخ “.
2- نلاحظ ان تربيتنا الأسرية والاجتماعية أردنيا لاسيما خارج “المدن الكبرى” تقدم القيم المعنوية، على التفكير والعمل بحساب الكلف والقيم الاقتصادية، والقانونية المترتبة على ممارسة تلك الافعال ،الاجتماعية المنتشرة والمرهقة اقتصاديا وحياتنا للجميع، في ظل تزايد ارتفاع نسب البطالة والفقر ،ورغم انتشار تعاملنا الصوري غير المترجم علميا كسلوك معبر عن ارتفاع نسب التعليم والتكنولوجيا في مجتمعنا النامي للان.
3- تعبر هذه الازدواجيات الفكرية والسلوكية التي نمارسها برضى، عن ان مجتمعنا الاردني”كشخص معنوي”، مازال مجتمعا يمارس في يومياته سلوكيات استهلاكية مبالغ فيها، تقدس او تقدر بشدة في الظاهر قيما معنوية تمتد جذورها للماضي بصورة ميكانيكية، في الوقت الذي يعاني فيه اهلنا وابناؤنا من ارتفاع نسب الانفاق المالي المظهري،المغطى عبر استدانة اغلبنا -الفقراء والموظفين بشكل اوضح- من البنوك والجمعيات لقيامنا بارضاء هذا السعار الاجتماعي الزائف في مجملة، الذي لانرغب نحن انفسنا، في تقليص مظاهره واوجاعه المختلفة متلذذين بالشكوى المستمرة من تبعاته ،سواء مناسبات في الافراح او الاتراح.

أخيرا؛ يبدو لي ان ثمة تطابقا واضحا في الفكر والممارسات الانفاقية المظهرية، الزائفة والاسترضائية العدمية بين الاردنيين وحكوماتهم المتعاقبة بدليل ارتفاع حجم مديونية كل منهما اي الاثنين الحكومات والمواطنين ما فيهم من ” ماد رجليه على قد إلحافه”.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى