قيموا الأطفال بما يعرفون لا بما لا يعرفون

قيموا الأطفال بما يعرفون لا بما لا يعرفون

د. ذوقان عبيدات

في جلسة نقاش، حضرها عدد من التربويين. أثير موضوع الفيديو الشهير الذي يقدم أطفالاً عجزوا عن الإجابة عن أسئلة معرفية بسيطة، مثل معرفة #عاصمة أو موقع #مدينة #أردنية، كما أثيرت أسئلة مثل : لماذا يحدث هذا؟ وكيف أوصلنا التعليم عن بعد إلى هذا الجهل.
لا شك أن هناك فقراً معرفياً واضحاً عند هؤلاء #الأطفال. وعند كثير غيرهم! وكلنا يعرف أن طلبتنا احتلوا مرتبة عالمية متقدمة في فقر التعليم. كان هذا قبل التعليم عن بعد. وسيبقى يرافق طلبتنا مع التعليم عن بعد، وبعد التعليم عن بعد!! والسؤال المثير، أو أسئلة مثيرة كثيرة ممكن أن نقدم:

  • هل كانت مقابلة الطلبة و سؤالهم أمام الكاميرا امتحاناً عادلاً؟
  • وهل على الطلبة أن يجيبوا عن أسئلة معرفية بسيطة؟
    تذكرت مرة حين تكونت لجنة لمقابلة المتقدمين إلى الامتحان بمعهد المعلمين بحوارة، والأسئلة التي كان رئيس اللجنة وقتها يثيرها على المتقدمين، مثل:
  • ما عاصمة تنزانيا؟
  • ما اسم والدة هارون الرشيد؟
  • ماذا حدث في السنة الخامسة للهجرة ؟
    وقد عجز الجميع عن الإجابة، فطلب أحدهم من رئيس اللجنة أن يزودنا بالإجابة، فقال: صدقوني إنني لا أعرف!
    طبعاً، هناك الكثير من الأسئلة التي يفترض أن نعرف إجاباتها ولكننا نفشل في الإجابة، وإلا كيف نشاهد الأخطاء اللغوية المزعجة التي يكاد يخطئ فيها معظم المتحدثين؟
    في حديث لدولة الروابدة أمس، قال: إن استاذ الصيدلة سأله في الامتحان الشفوي أسئلة سياسية غير دوائية، وأنهى الامتحان عندها. شكر الاستاذ طالبه على الإجابة .. ظن الروابدة الطالب أن أستاذه سيسأله المزيد عن المادة!!
    قال الاستاذ: انتهى امتحانك. وعرفت ما أبحث عنه!
    أردت معرفة طريقتك في الحديث، وفي مواجهة المواقف. وشخصيتك، وثقتك بنفسك، و طريقتك في عرض أفكارك!!
    وهذا ما يهمنى في الصيدلي!! لا يهمنى هل حفظت تركيب هذا الدواء أو ذاك. ولا اسم من اخترع علاج مرض ما.
    أنا أهتم ببناء الشخصية!!
    عودة إلى طلبتنا في الفيديوالذي كشف جهلهم المعرفي الواضح ! لم يسأل أحد ممن تداولوا الفيديوعن:
  • جرأة الأطفال أمام الكاميرا! ابتسامتهم أمام الموقف المحرج، ثقتهم، حيرتهم قبل إعلان عدم معرفتهم!!
    قال تربوي: ربما كان هؤلاء أكثر جرأة من نائب أو وزير أو مدير أو حتى من عسكري! ولكننا لم نقيمهم بأبعاد ذات أهمية، لم نقيمهم وفق أهداف التربية كما وجدت في القانون! لم نقيمهم بطريقتهم في التفكير!
    بل سخرنا منهم، وجعلناهم عاراً على النظام التعليمي. وجعلنا المجرم الأول : التعليم عن بعد!
    لست بصدد مناقشة وتقييم التعليم عن بعد، فالجهل المعرفي رافق كل أشكال التعليم! وكان القصور ليس في أننا لم نعلمهم كيف يحفظون بل لم نعلمهم كيف سيحصلون على المعرفة! هذا أولاً، أما ماهو أكثر أهمية أننا مازلنا نقيم طلابنا بما لا يعرفون لا بما يعرفون!! أو بما يكونون!

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى