رسالة مقتضبة إلى القمة العربية القادمة / زكريا البطوش

رسالة مقتضبة إلى القمة العربية القادمة

السلام على من أتبع الهدى
بدون تحية وبعد :
أيها السادة منزوعي السيادة أصحاب الفخامة والسمو والجلالة وبقية الألقاب التي لا تعنيني ، فقد حفظتها عن ظهر قهر.
تنعقد قمتكم كما في كل مرة تحت شعار ” وأعدوا لهم ما استطعتم من قمة ” بعكس ما أمر الله فمثلكم لم ولن يعدّ أي قوة إلا لمواجهة شعوبكم وأحيانًا لمواجهة بعضكم .
لا ادري أيها السادة بداية هل ستصلكم رسالتي هذه أم لا ، و هل ستقرأونها أم أنكم في الأساس لا تقرأون سوى ما يأتيكم من السادة ساكني بيت الطاعة الأبيض سوّده الله كسواد قلوبكم ؟
اسمحوا لي أن أخاطبكم باسمي ونيابة عن الشعوب العربية من الماء إلى الماء ، معلوم أنكم ستؤكدون كعادتكم على ضرورة العمل العربي المشترك ، والدفاع العربي المشترك ، والتضامن العربي المشترك ، ومثل هذه العناوين الكبيرة والتي لا تستحق الحبر الذي تُكتب فيه .
بكل أمانة وصدق القول أود أن أذكّركم بزملاءَ لكم كانوا معكم في قمم خلت ، فمن الواجب أن تسألوا أين هم وكيف ولماذا رحلوا ؟ اسألوا عن الرئيس صدام حسين والزعيم معمر القذافي والرئيس زين العابدين بن علي والمخلوع حسني مبارك والمحروق على عبدالله صالح ، وتذكروا وانتم تفعلون أنكم لا تختلفون عنهم سوى أن أولئك قد رحلوا قتلا أو خلعا أو نفيا ، وانتم تنتظرون …….
في الأثناء لا أقول وفقكم الله ، و شعوبكم ليسوا سوى عبيد وحراس لمزارعكم وعروشكم ، وجل إنجازاتكم هي رهن مستقبل البلاد والعباد إلى أعدائنا فلا ثقة بينكم وبين شعوبكم .
يكفيكم أنكم لا تؤمنون بما يسمى حرية الرأي والتعبير، أو حقوق الإنسان ، و لا تؤمنون مطلقا بمبدأ تداول السلطة ، وكل حاكم منكم يرى نفسه مُنزلا واحد أوحد ولم تنجب مثله امرأة من قبل ولن تنجب ، وينظر أحدكم إلى نفسه بأنه نسخة وحيدة خلقها الله ولن تتكرر أبدا .
لن أطيل عليكم ولكن السؤال الذي يتكرر في كل مرة ومع كل قمة ، ما الفائدة منكم ومن قممكم، فأمورنا تسير من سيء إلى أسوأ ، وانتم تزدادون تجبرًا وتسلطًا ، والنهب والسلب باسمكم وبسلطانكم يزداد ويمتد إلى أن وصل إلى جيب الفقير و المحروم والأرملة والمسكين، فلماذا هذه القمم إذن ؟
أما بطانتكم وحاشيتكم فهي أسوأ ، كيف لا وهي قد انتفخت وأصبحت تحكم وتتحكم باسمكم ، تلك البطانة سِمتها على الدوام الظلم والفساد والإفساد من اجل مصالحها ومكاسبها لا من اجل سواد عيونكم التي لا تبصر، وآذانكم التي لا تسمع وقلوبكم التي تحجّرت وماتت وأضحت كالحجارة بل هي اشد قسوةً .

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى