” لا مسؤولون ” يبرئون أنفسهم ويصدرون الأحكام قبل انتهاء التحقيق

سواليف – فادية مقدادي

صارت حالنا مع المسؤولين في الأردن مع أنهم مسؤولون ، تنصلهم من مسؤوليتهم وعدم اعترافهم ولو بأدنى مستوى من الخطأ .
في كل حادثة على مستوى الوطن سواء كانت صغيرة ام كبيرة ، يتم استخدام قانون الإزاحة الفيزيائي ، لتنسكب كل التهم خارج دورق الإزاحة ، ليبقى المسؤول ومنصبه وكرسيه داخل الدورق .
آخرها كانت فاجعة وكارثة ومأساة طلاب رحلة زرقاء ماعين .
في البداية تنصل المسؤولون من المسؤولية عندما أزاحوا جميع الأخطاء على المدرسة باعتبار ان تغيير مسار الرحلة من قبل ادارة المدرسة الى وادي الأزرق هو الخطأ الأبرز ، ليتبين لاحقا ان وادي الأزرق هو ضمن مسار الرحلة ويتبع الى منطقة البحر الميت ، وليتبين أيضا أن مسؤولينا اللامسؤولون يجتاجون دورات تثقيفية في السياحة الاردنية وجغرافية الوطن .

ثم وفي تصريح امس لقناة المملكة دافع وزير التربية والتعليم الدكتور عزمي محافظة عن أداء وزارته عندما لم تتحرك لوقف جميع الرحلات المدرسية يوم الخميس بالقول بنقص المعلومات حول الطقس في ذلك اليوم.
وأضاف في حديث لقناة المملكة أن الوزارة لم تكن تعرف احتمالية تشكل سيول.

وقال د. محافظة انه لم تكن لدى الوزارة معلومات كافية أن الطقس سيكون بهذه الطريقة.
وحمل محافظة المسؤولية للمدرسة التي لم تعد أدراجها وتلغي الرحلة ، ذاكرا انه كان هناك 150 رحلة يوم الخميس ، وبعض المدارس ألغت رحلاتها او عادت بعد تغير الطقس .
ليستهجن المواطن ايضا حالة الغيبوبة التي يعيشها المسؤول الأردني حول اقل الاهتمامات اليومية لأي مواطن وسؤاله اليومي عن حالة الطقس ، فكيف لا يعلم المسؤول عن حالة الطقس التي تم التحذير منها قبل 3 ايام من الحادثة من قبل الارصاد الجوية وموقع طقس العرب .
هل المسؤول ايضا غير متابع لمواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية والتي تنقل تحديثات الطقس ساعة بساعة ، خاصة في حالة انتظار اول هطولات المطر ؟

حالة لا مسؤول آخر أصدر حكما مسبقا وقبل ان تظهر نتائج التحقيق من قبل النيابة العامة ، ومن اللجنة المشكّلة للتحقيق في الحادثة ، هي تصريحات وزير البلديات المهندس وليد المصري .
الوزير في ظهور إعلامي امس على التلفزيون الاردني ، وهو عضو لجنة التحقيق بحيثيات حادثة البحر الميت قال : “انه لا وزارات الاشغال ولا والبلديات ولا الصحة مسؤولة عن الحادثة”.

وأكد في حوار لبرنامج “ستون دقيقة” أن المسؤول عنها هو الذي سير الرحلة المدرسية الى الوادي في الظروف الجوية السيئة”.

واوضح ان المنخفض الجوي كان متوقعا ومحددا موعده منذ يوم الاثنين، لافتا الى ان دائرة الارصاد الجوية ولاول مرة تصدر بيانا وليس نشرة جوية، يفيد بان بداية موسم الشتاء سيكون بمنخفض جوي يومي الخميس والجمعة .

مسؤول ثالث هو وزير الدولة للشؤون القانونية مبارك ابويامن وعضو لجنة التحقيق بحيثيات حادثة البحر الميت قال ان المعلومات الاولية تفيد بان المدرسة كانت تعاقدت مع شركة متخصصة بالمغامرات لتنظيم هذا المسار السياحي ولديها دليل سياحي استشهد بالحادثة.

واضاف ابويامن لبرنامج ستون دقيقة الذي بثه التلفزيون الاردني مساء الجمعة، ان المنطقة التي نُكبت في منطقة الوادي ليست مخصصة للنزهة، حيث اتى مسار هذه الرحلة بمفهوم جديد وهي سياحة المغامرة الجديدة على مجتمعنا، مشيرا الى انه كان في السابق يقوم بهذه الرحلة اشخاص مدربون ومؤهلون جسديا وعمريا ولا تصلح لشباب مراهقين ليس لديهم الوعي الكافي بذلك.
من حقنا أن نتساءل : اين مسؤولية وزارة التربية في منع مثل هذه الرحلات ، خاصة انها ليست المرة الأولى للرحلات المدرسية لهذه المنطقة ؟
في حادثة البحر الميت واطفال مدرسة فكتوريا ، من الظلم ان نحمل المسؤولية والجرم والخطأ على جهة واحدة ، فالسفينة واحدة ، والخرق فيها يتحمله الجميع ، خاصة اذا كان المصير والفاجعة والمأساة طالت الجميع .
سؤال الى المسؤولين … ما رأيكم ان نغير مسمّاكم من المسؤول الى اللامسؤول الأردني ؟

وسننتظر نتائج التحقيق

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. لا يهم شيئا سو المنصب في جزيرة المريخ؛ حيث المنصب اهم من االاكسجين،،، شو هالقرف

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى