
الحُكومُة الأُردُنِية “سَاكْسونِّيَا الشّرق السُفلَى”
فداء العبادي
للوَهلَة الأولَى يَتبادرُ إلى أذّهَانِنا ؛أنّ كَلِمَة (سَاكْسونّيا ) ليسَت إلا مُصطَلحٌ (كومِيدي) ساخِرأو مُصطلح عِلّمي يُشيرُ إلى مَرضٍ مُزّمِن.
في الحَقِيقة ساكسونيا لَيس إلا قَانون مُرتَبِط بِولايَة في (المانيا القديمة), لَها نَفسُ المُسّمَى ” ولاية ساكسونيا ” المُكَّونة من مُجتَمع بِطبقتينِ فقط وَهُمَا: الطَبقة الكَادِحَة مِن عَامَةِ الشّعب(الفُقَراء), وطَبَقةُ النُبَلّاء والأثّرِيّاء المَالِكِين لِزمَام الأُمُورسياسًيا واقتصاديًا في الولايَة ,الذّين شَرّعُوا قانونًا خاصًا [مفصّل على هواهم وطموحاتهم السلطوية ] .
هذا القَانون يَنصّ على مُعاقبة اللُصّوص والمُجرمِين دونَ تمّييز, بِإستثناء طَريقَة التنفيذ. وعَليهِ فإنَّ مُجرِمي الطبقة العَامَه (الرُعَاع ) كما أُطّلِقَ عليهِم,يُنفذ فيهم حُكم الإعّدَام وسَط جُموع الشّعب الفَقير, وهكذا بباقِي الأحّكَام.
أمّا [حَرَامّية وسرّسَرية] الطبقة البُرجُوَازِيَّة , فإنّه لا يُعاقب ولا يُصاب بأي أذى, ذلك لأن (ظّله )هو مَن يُحاكم ,ويُزّجُ بِمحاكَمة صُوريِة ورَاء القُضبان.
فإذا كَان هذا (النَبِيل) قاتِل؛ فإنّ عُقوبته بقطع رَقَبَة (ظلّهِ ),بحيث يُؤتىَ به تحت الشمس ,حتّى يَستَطِيل (ظلّه) ثُم يُقطع( رَأس ظله )وسط ضحكَته وتصّفيق جُموع العَامة من الشّعب , وإذا حُكِم علية (بالجلّد), فيُجلد ظلّه ,أما إن حُكِم عليه (بالسّجن) فأنه يَدخُل من الباب الرَئيِسي للسّجن , ويَخّرج في نفّس اللحّظَة من باب مُخَصصٍ للنبلاء .
الغَرِيب ….
أن طبقة الفسَاد والإسّتبداد في دَولَتُنا , حافَظّت على تجرُبة أقّرانِها من النبلاء الساكسونيين مُنذ (القرن الخامس عشر ) حتى وقتنا الحَالي , مُطَبِقةً القانون الساكسوني بشكلٍ أكثر حَداثة وأكثَر إسّتبداد, يُترَكُ فيهِ كِبارُ اللُصّوص دُونَ حَسِيب أو رَقِيب , ينّهبُونَ أموَال الشّعب,حتّى دَرجة الإفّقَار , ثُمَّ إذا مَا بَقِي شيء يُسّلَب ويُسرق , قَاموا (بتنتيف )الشّعب من جَميعِ الجَوانِب وبِشّتَى الطُرُقِ بدّءًا مِن [ نَهبِّ المشاريع , وسَرِقَة الإسّتثمَارات ,وفرّض الضَرائِب ,ورفع الأسعَار ] .
ولم يكّتفِي هؤلاء الإقطَاعِييّن بهذا القدْر من الفسَاد, بل امّتَدَ عبثُهُم الفاسِد إلى تسجِيل مَقّدرات الدولة ,وخيّرَاتِها وأراضِيها بأسمائِهم زورًا وبهتانًا ,وكَأنَهُم مِن مُؤسّسِي وبَانِّي وأصولييَّ الدولة الأردُنية . حتّى إذا مَا (بَكى) الوطَن ,إسّتدانُوا (من الخَارج )بِإسم (الشّعب الاردني ) لِملّىءِ جُيوبِهم وأرّصِدَتِهم .
تمامًا ك-وَجَعِ “غسان كنفاني”حين كَتب :
-يسرقون رغيفك ..
ثم يعطونك منه كِسرة ..
ثم يأمرونك أن تشكرهم على كرمهم ..
يالوقاحتهم
كَيف لا , وهم طَبقة فوق العدالَة وفَوق القَانون وفَوق الشُبُهَات, وأيّ مُساءَلة قانوُنية لهم , سَتجدهُم يَخرجُون منها مِثالًا (للشَّرَف والأمَانَه ) نَاصّعِي بَيَاض الذمّة. أمّا (الإنّفِصَام الحَقيقي ) الذي قد يُصِيبُك حين يظّهَرون إعّلامِيًا بِكُلِ ثِقَة و (عين قوية ) يتحَدثُون عن النّزاهَة وحُبّ الوطّن.
والسّؤال الذي لا إجَابَة لَه :
هَلْ القوانِين التي يَضعُونَها مِن فرّض الضَرائِب ورَفع الأسّعَار المُتَوالِي ,اسّتِقاءٌ من مَصادِر سَاكسونية ؟ أمّ أنهُم مِن أحَّفاد الساكسونيين, ويرغَبون بإعَادة مّجدِ أجّدادِهم المُندَثِر ؟
وماذا تُسمى الدولة التي يترأسُها النبلاء وأولادهم ونِساؤهم وأحَفادهم, يصنعُون طَبقتهم البُرجوازِية وإمبرّاطوريَاتِهم الماليّة وعُروشِهم المُخّمليِّة , ويسّتخفُون بِعُقولِ وكراماتِ الشَعب , وآمَالِهم وأحلامِهم , وينسِجُون لَهم مِن [الخِداع والنّفاق والكَذّب] وطناً مِن سَرَاب ؟
إليكِ حكومتنا الساكسونية : إعّلَموا أنّه في كُّلِ نهارٍ يَبدَأ,وتُشرِقُ شّمس الوطَن المسّرُوق؛يَمُوت فِيهِ فرّدًا مِن ابنائِه (قهرًا,ظلمًا ,جوعًا ) وبديلاً لٍ (ظِّل) أحَد شُخُوصِكُم المُسّتَبدة.