استمرار فعاليات مهرجان المفرق للشعر العربي / الدورة الثامنة

لليوم الثالث على التوالي تستمر فعاليات مهرجان المفرق للشعر العربي / الدورة الثامنة ، حيث أقيمت فعاليات اليوم الثالث في مركز الملك عبد الله الثاني الثقافي في مدينة الزرقاء ، بحضور عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة في حكومة الشارقة وبحضور مدير الشؤون الثقافية محمد القصير ومدير ثقافة الزرقاء د. محمد الزعبي ومدير بيت الشعر فيصل السرحان ، جمهور كبير من الشعراء والإعلاميين ومحبي الشعر ، حيث أستهل الحفل توقيع ديوان الشاعر محمد خليف العنزي ومن ثم بدأت الأمسية الشعرية التي أحياها الشعراء ؛ سعيد يعقوب ، وردة سعيد ، شفيق العطاونة ، عبد الرحمن العموش و د. لين حماد ، في حين تولى تقديم الأمسية الأديب محمد المشايخ .
وكان مدير ثقافة الزرقاء د. محمد الزعبي قد ألقى كلمة ترحيبية في بداية الأمسية ، ومن ثم بدأت القراءات الشعرية
حيث قدم الشعراء ما لذ من الشعر وطاب في حلة أدبية راقية ، ومما قرأه الشاعر سعيد يعقوب :

قصيدة (( أَحْلَامُ رُوحِكَ ))

أَحْلَامُ رُوحِكَ مَا لَهُنَّ حُدُودُ // فَمَتَى عَلَيْكَ يَدُ الزَّمَانِ تَجُودُ

وَلَدَيْكِ فِيْ أُفُقِ الخَيَالِ مَرَاكِبٌ // وَمَواكِبٌ وَبَيارِقٌ وَجُنُودُ

وَخُيُولُ بَوْحِكَ وَاثِبَاتٌ فِيْ المَدَى // تَعْتَامُ آفَاقَ الرُّؤَى وَتَرُودُ

وَالقَلْبُ غَضٌّ وَالعَزِيمَةُ شُعْلَةٌ // وَعَلَيْكَ ظِلٌّ لِلْهَوَى مَمْدُودُ

اَطْلِقْ جَنَاحَكَ فِيْ الفَضَاءِ مُحَلِّقًا // وَاصْدَحْ بِلَحْنِكَ أَيُّهَا الغِرِّيدُ

وَابْسُمْ لِوَجْهِ الشَّمْسِ مُؤْتَلِقَ السَّنَا // قلَبُ الأَشِعَّةِ بَاسِمٌ وَسَعِيدُ

وَانْثُرْ أَرِيجَ الشِّعْرِ فِيْ صَدْرِ الرُّبَا // فَالشِّعْر وَعْدٌ وَالرُّبَا مَوْعُودُ

وَاسْكُبْ غِنَاءَكَ فِيْ المَسَامِعِ خَمْرَةً // يَنْدَى بِهَا رَمْلٌ وَتَثْمَلُ بِيدُ

حَيَّتْكَ فِيْ هَذَا الصَّبَاحِ نَسَائِمٌ // وَهَفَتْ إِلَيْكَ مِنَ الرِّيَاضِ وُرُودُ

بَعَثَتْ لَكَ الدُّنْيَا رَسَائِلَ حُبِّهَا // وَأَتَاكَ مِنْ نَبْضِ الحَيَاةِ بَرِيدُ

وَالمَاءُ يَجْرِيْ فِضَّةً وَالطَّيْرُ يَهْـِـ//ــتِفُ صَادِحًا وَالبَاسِقَاتُ تَمِيدُ

قُمْ ضَاحِكِ الدُّنْيَا وَمِلْ عَنْ شَجْوِهَا // كُلُّ الطِّبَاعِ يَرُوضُهَا التَّعْوِيدُ

فَعَلَامَ تَحْفَلُ بِالهُمُومِ وَبِالأَسَى // إِنَّ الهُمُومَ مَعَ القُنُوطِ تَزِيدُ

الفَجْرُ بَعْدَ الَّليْلِ يَسْطَعُ نُورُهُ // وَكَذَاكَ مِنْ بَعْدِ الهُبُوطِ صُعُودُ

يَا أَيُّهَا المَصْلُوبُ فِيْ وَضَحِ الدُّجَى // حَتَّامَ هَذَا العَجْزُ وَالتَّقْيِيدُ

هَذِيْ الَّليَالِيْ السُّودُ تَمْضِيْ مِثْلَمَا // مِنْ قَبْلِهَا مَضَتِ الَّليَالِيْ السُّودُ

حَيَّتَكَ هَيْفَاءُ القَوَامِ فَحَيِّهَا // وَالجَمْرُ يُذْكَى لَوْ عَرَاهُ خُمُودُ

عَادَتْ إِلَيْكَ عَلَى قَدِيمِ جَفَائِهَا // مَا كُنْتَ تَحْسَبُ أَنَّهَا سَتَعُودُ

وَكَأَنَّهَا حُلُمٌ بِجَفْنِكَ عَابِرٌ // وَالَّليْلُ صَاحٍ وَالأَنَامُ رَقُودُ

وَوَفَتْ بِمَوْعِدِهَا عَلَى إِخْلَافِهَا // تِلْكَ التِيْ مِنْهَا تَغَارُ الغِيدُ

فِيْ وَجْهِ مَنْ تَهْوَى مَحَاسِنُ جَمَّةٌ // فَكَأَنَّها بُشْرَى تُزَفُّ وَعِيدُ

هُدْبٌ يُشَدُّ بِقَوْسِ حَاجِبِهَا الذِيْ // مَا أَخْطَأَ المَرْمَى بِهِ التَّسْدِيدُ

وَالثَّغْرُ كَأْسٌ وَالرِّضَابُ مُدَامَةٌ // وَمِزَاجُهَا الأَنْفَاسُ وَالتَّنْهِيدُ

يَفْتَرُّ عَنْ فَجْرٍ ضَحُوكٍ مُشْرِقٍ // وَالدُّرُّ فِيهِ مُنَسَّقٌ مَنْضُودُ

وَالخَدُّ مَاءٌ فِيهِ تَلْتَهِبُ الَّلظَى // عَجَبًا أَنَارٌ وَالمِيَاهُ وَقُودُ

وَالقَدُّ كَالغُصُنِ الجَنِيِّ تَدَلُّلًا // لَكِنْ جَنَاهُ عَنِ القِطَافِ بَعِيدُ

أَشْعِلْ لَهِيبَ الوَجْدِ مِنْ كَلِمَاتِهَا // يَحْلُو عَلَى أَحْوَى الشِّفَاهِ وُرُودُ

وَاغْنَمْ مِنَ الوَصْلِ البَخِيلِ سَخَاءَهُ // فَالوَصْلُ تَعْقُبُهُ نَوَىً وَصُدُودُ
…………………………………………………..

الشاعرة وردة سعيد قدمت مجموعة من قصائدها ، ومنها :

أنى لقلبك أن يقال تعلقا
واشتاق شوقا ليس يُسكنه اللقا

شوقَ القوافي الصافنات لمدحه
شوقَ المعاني أن يكنَّ الأسبقا

اللابسات من المجاز جديده
والعائذات بحسنه أن يخلقا

مترفقا ألج القصيدة
زانني أني ولجت قصيدتي مترفقا

وسنانَ طرف؛
حب أحمدَ هدأة للروح
ألبست الحياةَ الأزرقا

الدرب أعنتهم وكدّوا بالخطى
وخطاي ماء كيف شئت تدفقا

ليس الذي يسري بجفن مغمض
مثل الذي إن سار شمر واتقى

ما مدمن للطرق إلا مدع
غرباله جمع الوصال وفرقا

فالباب مفتوح
وحاشا جوده أن ينعر الفقراء
أو أن يغلقا

قال المربي : “حين تلزم غرزه
تحيا وسر الكون فيك تعتقا

ستنور نار فيك لا مسروقة
الله قد أعطاكها والمنطقا

سيلوح جودي وتهبط سالما
ويغيض ما أدمى الفؤاد وأقلقا

ويجيء تأويل تصدقه الرؤى
آوى إليه آسريه وأطلقا

سيكون يمٌّ ثم أمٌّ ردفه
ويكون لا خوفا ولا طمعا سقى

في غرزه نور وفيه مهابة
وسلامه في حد سيفه أورقا
………………………………….

الشاعر شفيق العطاونة قرأ عدة قصائد ، ومنها :

على قلق أنا والقبّرات

     الشاعر شفيق العطاونة 

على قلقٍ أنا والقبّراتُ
تَنَازَعُنا همومٌ مثقَلاتُ

أُسائلُها، إلامَ الحزنُ يبقى
وتُقتَلُ في الصّدورِ الأمنياتُ

إلامَ بحضرةِ الآمالِ فينا
تَعيثُ بنا الحياة، ولا حياةُ

تعبنا يا بلادُ فأمهلينا
ليرقأ دمعَ غربتِنا الشّتاتُ

هَبينا من رحيقِ الطّهرِ وِردا
نفكُّ بَذاء ما نفثَ الجُناةُ

فلا سرجٌ نبادلُه الحكايا
ولا خيلٌ يعانقُها الكُماةُ

فمنذُ انفضَّ سامرُنا تعبنا
وحادي العيسِ أنهكَهُ السُّباتُ

ويقضي الشّامخون بلا
ضجيجٍ
وتبكي جَورَ تربتِنا الفلاةُ

وأقلامٌ تَغَصُّ بماء غدرٍ
فما أبِهَتْ بما نشكو الدّواةُ

سنابكُ فجرِنا الموهومِ شاختْ
ويحكي سِفرَ خيبتِنا الرُّواةُ

ومن محراب مِئذنةٍ هتونٍ
تقامُ على بقايانا الصّلاةُ

وللأحرارِ تُعقَرُ كلُّ نخلٍ
فواخجلا إذا “عُقّ” الحُماةُ

يَصيحُ البحرُ من شحِّ المساقي
أَمَائِيَ أظمأتْهُ الغائلاتُ

أأشرِعتي تمُدُّ يدا لغرقى
فهل من بعد رِقدتِهم نجاةُ

تقول نُبوءةُ العرّافِ يوما
ستَخْضلُّ الرّوابي المارقاتُ

ويكسو فجرَ أمّتِنا ضياءٌ
تلامسُه القلوبُ الوارفاتُ

ونقبِسُ من حسيسِ الدّفْء غيضا
تخالِسُه العيونُ الشّاخصاتُ

ونصنعُ من دَمِ الشُّهَدا غُيوثا
ويشربُ نخبَ صحوتِنا الرُّفاتُ

أيائلُنا على الموتِ استطالتْ
وهل يَثني من العزمِ المماتُ

وقالت زهرةٌ للرّوضِ يوما
ستحسُدُك الصّحارى الشّانئاتُ

ويعلو سِربَ أيْكَتِكُم شجونٌ
وتنعيك الفراشاتُ الثّقاتُ

فيا ليلَ الأحبّةِ كيف تغدو
إذا ما أشرقت فينا الأُباةُ

وشقّ دثارَ أمّتنا شهيدٌ
وزغردَ بالدّموع الأمّهاتُ

سأدّخرُ السّنابلَ في فؤادي
لتأكلَها السّنونَ القاحلاتُ

فدونَكِ يا بلاد العُربِ قمحي
فيكفيني من الأملِ الفُتاتُ
…………………………….

الشاعرعبد الرحمن العموش تجلى بنصوصه الشعرية فقال :

أسبلت أجفان عيني إنها الذكرى
عايشتها مغمضًا قلبي بها أدرى

كم قد هممت بها لو لم يخوٍفني
ما قد رأيت بها من مهجة حرّى

كم كدت أقتحم الأبواب أخلعها
من فرط ما صفرت في أذني الصفرا

حمّضت في مقاتي مما يسرقها
ألبوم فقد ..فسالت مقلتي جمرا

حمّضت في خاطري مما يفرحه
حسن الختام.. فسبحان الذي أسرى

فتحت عيني على شباكه فسرى
وصحت .. هل ناله المعراج فابتدرا

أسلمت لليأس حاما ظلّ يصحبني
حلما شفيفًا .. ووعدٌ يبعث الخير

أن لا يموت ولا أحيا .. ولا وعد
بأن أراه..يمنّيني إلى الأخرى

غامرت أفتح شباك المدى شغفًا
صارت رمادا ضلوعي لم يكن جمرا

لكنّه شررٌ لم يدر فعلته
لمّا أحس برود الواهب انحسرا

عيني التي قمعت ميقاتي خجلا
الان سحّت لكي تتفتح الذكرى

قلبي الهشيم الذي من كثر ما عصفت
به المرارات هشًا صار مصفرّا

وقال : إنّي أراني أقطف الثمرا
وقد رأيتك مصفرًا ومكسرات

وقال لي : أي بنيّ إنه قدر
حتّام نحبس في أجسادنا السرّا

فإنما كأن أمري أنني رجل
مررت غيمة صيف واختفت عصرا

مددت كفٍي في إثر الرسول عسى
يشفّع الله خفّف هذه السّكرا

وقد قبضت الذي لم تستطع يدي
قبضت صدري .. ولذت بسجدة مرّا

للبيت للفقد المهيب لهفة
لا شيء يشبهها .. عمياء لا تبرى

لأنك الان في الملكوت.. لا وجع
يفضي إليك فخلّي في يدي سطرا

أدون الجرح بالأضلاع .. تشحذها
حشاشة الرّوح .. لا نزفًا ولا حبرا

الآن أفتح للأوهام ما عجزت
عنه الحقيقة مذ نعيتك الظّهرا

الآن أفتح للإصلاح ما عجزت
عنه الحقيقة مذ صليتك العصرا

الآن أسمع في الآذان رجع صدًى
يروح في خاطري . من يوقظ الصبرا

القاتل الصامت المحشوّ في رئتي
ما اعتدت تركي فكيف الآن تتجرأ

مددت كفي في إثرالرسول ولم
أحفل بقبض نور تشعل العمرا

وأي عمر تبقى والجنون مدًا
بيني وبين عوالم التي أسرى
……………………………………………

الشاعرة د. لين حماد قدمت قصائد رشيقة منها :

(( أطوار العشق ))

بدَهريْنِ ليلي يستردُّ حِبالهُ
لِيرفعَ روحي بالفضا ورِحالَهُ

تَقولُ نُجومُ الحيِّ: أيقظتَ شاعِرًا؟
كفى بك حُبًّا أن نرومَ خياله

وأعلقُ ما بينَ الجوابِ وشرطِهِ
إذا رقّ صوبي رقتُ حيثُ بدا لهُ

لنبدوَ أقرانًا كما الشمس حينما
تجاورُ بدرًا أو تضمُّ ظِلالَهُ

نسمّيهِ بادي الحُبِّ.. طورَ خبيئةً
محاقًا يغطّي بالسواد جمالَهُ

ككثبٍ بصحراءٍ يباغتُ خطوَنا
وشيمتُهُ ألّا يبينَ رِمالَه

تُشرّع بابًا للحقيقة جوفَها
لتعبرَ من طرف اللحيظِ خلالَهُ

تُرينا مِنَ الأطوارِ ما تمّ ناقصًا
وفي نقصِهِ يهدي المُريدَ مآلَهُ

أهِلّةُ عشقٍ بالمشانقِ عُلِّقَتْ
لتُبرئَ قلبي إذْ أتمَّ نزالَهُ

يطوفُ المنافي أربعًا بعدَ عشرةٍ
فيَرقى لِبدرٍ لمْ يواري اكتمالَه

ويبدو بوجدٍ أشعَثَ القدِّ أغبَرا
إذا ما رآهُ الكوْنُ طلَّ رثى لَهُ

ثُريّا الأحاجي أوردتهُ منازلًا
وأُشرِبَ عُرجون الهلاكِ زُلالَه

يعودُ مُحاقًا في سماءِ وساوِسي
وينسجُ مِن كحل النوائحِ شالَهُ

أرانِيَ ليلي رِحلَةَ السُّؤلِ والجَوى
ولمْ أنوِ للتبيانِ قطُّ سؤالَهُ
………………………………..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى