
بسم الله الرحمن الرحيم
أمجد قورشة .. زيارة من نوع آخر
تتزاحم الافكار في الذهن ايها يسبق ليظهر للملأ و كلها تستحق ، فيا لبغداد تهفو لنجوى حلبِ ويا لإردغان يسعى لمعاقبة الغربِ ، ويا للاقصى يشكو ظلم القرود ويا لصنعا و حظها المقرود ، يا لذيبان تذكر وعدها المكذوب ويا لحبس حرية أمجد قورشة العالم الناعم المحبوب .
زرت كل الاحرار الشرفاء الذين أكرمهم الله بالمكث في السجون الاردنية ، ففي عام 1978 زُرت سعود قبيلات في سجن المحطة و رفاقه هاشم غرايبة و سمير حباشنة الذي صار وزيرا فيما بعد ، كما زُرت ليث شبيلات الذي أكرمه الله بأكثر من مرة و كل مرة تقارب العام ، كما زُرت البطل أحمد دقامسة لمرات عديدة حتى مُنعت من زيارته بعد استدعائي مرتين و حجزي في إحداها ذات ليلة شتاء باردة في زنزانة بمديرية الأمن الوقائي التي كانت بالعبدلي التي هي الآن قد تحولت إلى ما لا أدري و ذلك بأمر من مدير الأمن الوقائي آنذاك الأخ الكريم محمد العطين الذي أحيل الى التقاعد مؤخرا بعد لقاء و جدال دام نصف ساعة فقط .
كما زُرت علي السنيد الذي هو أبن بلدتي مليح الصامدة ثم واظبت على زيارة نائب المراقب العام للأخوان المسلمين الاستاذ زكي بني ارشيد و معظم نشطاء الحراك و خاصة شباب مادبا و ذيبان وفي مقدمتهم الجنرال سعود العجارمة ، و زرت آخرين لا اذكرهم الآن و الزيارة حق واجب لهم .
كنت أذهب لزيارتهم جميعا و بشوق للقائهم و سعادة غامرة أثناء لقائهم و بعنفوان و مشاعر جياشة عند العودة ، كانت نفسي بهوى تدفعني لزيارتهم و خير الهوى ما وافق الشرع و الواجب ،لكن نفسي لم تطاوعني حتى الآن رغم محاولاتي معها ان تسمح لي بزيارة الاستاذ الدكتور الشريف النظيف الناعم الرقيق الشاب الأنيق أمجد قورشة .
ذكرته في صلاة العشاء البارحة ففاضت عيناي و فاضت عيناي الآن و انا أكتب عنه ، لا أدري لماذا هذا الشعور بالرغم من أنني لم ألتقِ هذا الأنسان .. لا شك انه مظلوم .
لم تطاوعني نفسي أن أذهب لزيارته حتى الآن و سبق لي أن كتبت مقالا عنه نشر على المواقع بعنوان( أمجد قورشة بين الكردي و البهلوان ) .
كنت أطلب الدعاء من الاخوة الذين زرتهم في السجون لانهم مظلومون و دعاء المظلوم ليس بينه و بين الله حجاب لكنها المواعيد التي قدرها الله جل جلاله و تعالى في علاه ولا بد من انتظارها و الرضى بالقدر خيره و شره قال تعالى ” و تلك القرى اهلكناهم لمّا ظلموا و جعلنا لمهلكهم موعدا ” كما انه لا بد من العمل حتى لقاء الموعد .
كيف لي الآن أن أطلب الدعاء من أخي المظلوم أمجد قورشة و انا غير قادر على زيارته و لقائه وقد جعل الله له محبة في قلوب المؤمنين حتى الذين لا يعرفهم ، وهل لي أن اعتبر هذه المقالة بمثابة الزيارة ؟ .
يا أمجد .. لقد أكرمك الله جل جلاله و تعالى في علاه بهذا الابتلاء و بهذا الاختبار لتنجح به ان شاء الله و تكون من الفائزين ، و قد علمنا ان أشد الناس بلاءا الانبياء ثم الامثل فالامثل .. فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين
ضيف الله قبيلات