البومها …د.فدوى احمد علاونة

البومها

جعلت تقلب في البوم الذكريات و تتفقد صوره واحدة تلو الاخرى، تنظر و الحنين يغرف الحديث من عينيها ، و ابتسامتها المحبة تكفكف دمعها و يداها الحانيتان ترتجفان كلما ارادت ان تتابع تمرير صفحات عمرها، تتوسل الى اللحظات ان تطول و الى الايام البعيدة ان تعود.
استوقفتها تلك الصورة بزرقة السماء فيها و جعلت تحدق في صفائها و تحلق فيها كطائرة ورقية اتخذت من ذلك الخيط الرفيع ميثاقا غليظا يربطها بقلوب ناعمة نشأت من قلبها و اخفضت لهن جناحيها كبساط سحري تقلهن عليه لتجوب به مشارق الارض و مغاربها و تستقر بهن الى ارض تزدان بخضرتها و تتلون بازهار فواحة نثرت عطرا صار سمة لكل من زارها و تحمل في اغصانها اشواكا تدمي من جرب اقتلاعها .
ثم قلبت و قلبت و عاودت النظر الى نفس الصورة ووقفت على اعتاب تلك القلوب و هي ترفع هامات شامخات لم تأبه بشمس حارة و لا بطريق وعرة ، تنطق على اختلاف اصواتها و تنوع مفرداتها بذات الكلم الطيب باصوله و مشتقاته و رغم اختلاف سواعدها و الوان جباهها تعمل من الفعل خيره و تنأى عن الشر كله .
اطالت النظر اليها حتى ظنت انها البستان و رأت في احضانها زهراتها و قد كبرن الى ان صرن شجرات مثمرات، تمتد جذورهن في اعماق التربة الصالحة و ترتفع السيقان و الاغصان لتعانق عنان السماء ، يزهرهن الربيع و يمطرهن الشتاء و ان اعناهن الخريف فيخلفه شتاء فربيع فصيف تجنى فيه الثمار …طوبى ليد حنت و زرعت و سقت و ازهرت

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى