«لا يوجد سرير».. عبارة سادية / عمر عياصرة

«لا يوجد سرير».. عبارة سادية

«لا يوجد سرير» هي اذل عبارة يمكن ان يسمعها اردني، ملهوف على فلذة كبده التي تصارع الموت، وترغب بالنجاة، حروقها تبلغ نسبة 90 بالمائة، فإذا بمستشفى حكومي يعجز عن المساعدة، فتموت الطفلة كما الامل.
ميرا، طفلة اردنية عمرها 3 سنوات، اصيبت بحروق شديدة نتيجة تعرض منزلها لاشتعال النيران فيه، رفض المستشفى الحكومي استقبالها بحجة سادية عنوانها «لا يوجد سرير».
تدخل الرئيس الرزاز بعد موجة غضب فيسبوكية، وقرر معالجتها على حساب الحكومة في المدينة الطبية، لكن السرير هناك لم ينتظر فماتت الطفلة قبل ان تتم الاجراءات.
زميلنا الصحفي موفق كمال كتب ما يعبر عنا جميعا فقال: «واذا ميرا سئلت، بأي ذنب قتلت، فلا بواكي لها، تلك الطفلة ابنة الثلاثة أعوام، اتخيل صرخاتها، واتخيل والديها اللذين فقدا فلذة كبدهما بسبب الاهمال والترهل وضعف الرعاية الطبية، دولة بأكملها تعجز عن توفير سرير في وحدة حروق داخل اي مستشفى، ضرائب بمليارات الدنانير من جيوب المواطنين، ومليارات الدولارات من المساعدات، وكل هذا لا يوجد سرير لهذه المسكينة».
لا نريد توضيحات من الحكومة او من ادارة المستشفى، نريد حلا جذريا لهذه السادية الطبية التي نعانيها في كل المستشفيات الحكومية ومراكزها الصحية.
نريد ان نفهم ما الذي حل بأوضاعنا الطبية، من المسؤول، ولماذا هذا التقصير، ففاتورة الصرف الحكومي من ضرائبنا على القطاع الصحي كبيرة لكن الخدمات متردية؟!
إذًا المعادلة ترهل وفساد اكثر منها مشكلة موازنة، وقد سمعتها من الرزاز شخصيا، ان القطاع الصحي لا يعاني فاقة في الموازنة بقدر انه يحتاج لإعادة ترشيق وهيكلة.
اطالب الرزاز، واتمنى عليه، اصدار تعميم قاس يمنع تداول العبارة السادية «لا يوجد سرير» خاصة في الحالات الخطرة الموشكة على الموت.
فكلنا يعلم ان اسرة تنزل من فوق في حال توافر الواسطة والمحسوبية والمهاتفات الوازنة، وقد آن الأوان لتكون للاردني حدود دنيا من المعاملة الطبية الكريمة المتناسبة مع دوره في إرفاد مالية الدولة بالمال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الحل يا سادة يا كرام …قد لا يوجد فعلا سرير في المستشفى المذكور ولكن الا يوجد إسعاف في المستشفى لنقلها لاي مرفق طبي آخر ..فعلا بعض الكوادر الصحية العاملة في المستشفيات تفتقر لادني معايير الانسانية ..وهؤلاء يجب إعادة تقييمهم مرة اخرى أو الحصول على التصنيف المهني كل ثلاث سنوات والوقوف على اهليته في التخصص لتشمل الجوانب الاكاديمية كلها التخصصية (في صلب التخصص ) والمهارات المساعدة من علم الاجتماع والنفس ومهارات الاتصال و الجوانب الادارية الاساسية مثل الحالة التي امامنا
    انها الادارة وسوءاتها التي لا تنتهي في اردننا الحبيب

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى