
تفاصيل
من قال أن البساطه جميله في كل شيء ، البساطه لها امكنه تتألق فيها وتنعدم في امكنه اخرى ، فهناك تفاصيل تغرق بالتعقيد والغموض يلتفت اليها فضولك بشبق ، عمقها يدخلك في غياهب التأمل .
تصغي كل حواسك باحثة عن حلول لتلك الطقوس المأججه بأدق التفاصيل. فمثلا ملامح كبار السن والمنحنيات التي ملأت وجوههم بشكل مثير ، وكل منحنى يحمل قصة مخبئه في ذاكرة السنين وكادت.. تلك المنحنيات أن تخبرنا بها لكنها لم تكن بسيطه لذلك الحد ، هي فقط اشارة لم تزدنا إلا حيرة واندهاش ،
وتأسرنا تفاصيل تلك المدينه العتيقه التي هجر اهلها عنوة بقايا صوت المذياع واي نوع من البرامج كانت تبث ، وتلك الابواب الضخمه منها والصغيره ، من كان يفتح تلك الابواب وأيهم خرج منها دون عوده ،. صمتها وبقايا ارجوحه في احدى اشجارها .
رائحة الموت تعج في شوارعها التي تلاشت بغبار الدهر ، وعن دمعة يتيم وملامح حزنه واي تفاصيل وجع تحمل عيناه ، يده الفارغه من يد أمه تكاد تنطق عروقها بمرارة الفقد ، وذلك الكاتب المهجر ، وهيئته المخيفه ، وقد اطلق لحيته التي ملأها الشيب اهو شيب العمر أم أنه شيب الوجع ، يرتدي معطفا اسودا يخفي حكاية ومحبوبة وقلما وبقايا أحرف ود لو أن الحرب انطفأت للحظه ليتسنى له لفظها ، يشرب السجائر بنهم ويعاود شم دخانها وكأنما اعتاد شم الرماد ، وذلك الثوري بوشاح ملئه الغبار ، وحذائه الضخم ، وقميصه الابيض وقد مُلئ بالدم ، وجبينه الاسمر وقد توشم بعنفوان يحمل هم السياسه والظلم والفاسدين الكبار وحتى الجرذان الصغار، وفي اعوجاج أنفه حكاية سجون خلقت لأسر الحريه ،
ويال ابتسامته الساخره ، اكاد اجزم أنها شقت كل دروب الألم لترتسم على وجهه الثوري ، وعن طفلة لقيطة ولدت ولا تعلم من هي والى اي العائلات تنتمي ، ولدت وفي ذهنها الف سؤال ومليون ملامة والف مليون نقمة على قدر اختار أن تكون بلا شيء ، أي نوع من الأوجاع تحمل ، تحملق بكل الوجوه علها تجد احدى عنواينها الهاربه ، تعتقدون انها تمارس الجنون او الا جدوى بفعلها لأنكم سطحيين حد البلاهه هي كانت غارقه في النظر لكل الغرباء ولكن بشرود اعمى بصيرتها ، ملامح الشرود صبغ عينيها وكأنما اختارت اللاوعي للهروب من اقدارها ، وعن شرقية تكحلت تداري بالكحل خيبتها ، ذبلت احداقها من فرط الألم ، وفي تقاسيم وجهها البائس الفاتن رواية مجتمع شرقي يشنق الحب متذرعا بالنصيب ، وعن نظرة الفقير وعن اوجاع تسكننا ولا نطيق بوحها وعن الجفا والقطيعه التي اجتثت الرحمه من قلوبنا وعن تنهيدة طفل يصارع المرض وعني وعنك وعنكم تختبأ مئات التفاصيل ولكن أماتتها سطحيتنا والبلاهه الروتينيه ، حتى بتنا كما الالات الالكترونيه لا نعرف للاحساس سبيل