رسالة إلى مدير الخدمات الطبية الملكية

رسالة إلى مدير الخدمات الطبية الملكية
فريق ركن متقاعد موسى العدوان

عطوفة مدير الخدمات الطبية الملكية الأكرم،

في الأزمات تظهر معادن الرجال والقادة والمدراء. واسمح لي أن أسألك الآن : هل نحن اليوم في أزمة ناتجة عن جائحة فيروس الكورونا أم لا ؟ فإن كان جوابك بنعم، فأقول لك بصوت هادئ : أين أنت من التواصل مع المتقاعدين العسكريين في هذه الأزمة ؟ فعدد المتقاعدين العسكريين يزيد عن 200 ألف متقاعد، معظمهم من كبار السن، ويناولون علاجاتهم الشهرية، من المستشفيات والمراكز الطبية في مختلف أنحاء المملكة. لاشك بأن بعض تلك العلاجات غالية الثمن، ولا يستطيع ذوي الدخل المحدود من شرائها من الصيدليات المدنية، كما أنها قد لا تتوفر في بعض المراكز الطبية، أو في عيادات وزارة الصحة.

فلماذا يا عطوفة الدكتور، لا تضع خطة شبيهة بخطة وزارة الصحة، التي تقوم بإيصال العلاجات إلى منازل المحتاجين لها في مواعيدها ؟ لقد كانت الخدمات الطبية رائدة، في مد يد العون والمساعدة للعسكريين وحتى المدنيين غير المنتفعين، داخل البلاد وخارجها. فلماذا تتخلف الخدمات الطبية في هذه الأزمة، عن أداء واجبها تجاه المتقاعدين العسكريين، خاصة وأنه لا يوجد مراجعين من المرضى الاعتياديين للخدمات الطبية في هذه الأيام ؟

خلال هذه الأزمة، التي يُفرض بها منع التجوال، وعدم تمكن المراجعين من الوصول إلى المراكز الطبية، لتناول علاجاتهم الشهرية، توقعت أن أسمع منكم خطة عملية، تمكنهم من تناول علاجاتهم بأسلوب سهل، دون تعرضهم لخطورة المرض، أو مخالفتهم لتعليمات فرض منع التجوال. كثير من الزملاء المتقاعدين العسكريين، شكوا من عدم قدرتهم على استلام علاجاتهم الشهرية، ولم يعرفوا الجهة التي عليهم الاتصال بها للإجابة على استفساراتهم.

أما أنا فقد اتصلت عدة مرات مع مكتب كبار الزوار في المدينة الطبية، ومع مكتب استعلامات المدينة الطبية، ولكن دون جواب. وأخيرا حاولت الاتصال بك فأجابني مدير المكتب بأنك خارج المكتب لمهمة أخرى. كان سؤالي الذي أبغي الإجابة عليه هو: هل لديكم خطة لتسليم العلاجات الشهرية لأصحابها ؟ فأجابني بأن على صاحب العلاج، مراجعة أقرب مركز طبي عسكري. فقلت له إن أقرب مركز طبي على مرج الحمام التي أقطن بها مثلا هو المدينة الطبية. وأتساءل : كيف يمكنني الوصول إليها في هذا الظرف، وأنا لا أحمل تصريحا يمكنني من الحركة على الطريق ؟

وهنا أرجو أن يسمح لي عطوفته بأن أقترح عليه الخطة التالية، إستكمالا لخطة وزارة الصحة المعلنة :
1. إيجاد خط ساخن في مختلف المستشفيات والمركز الطبية، للإجابة على استفسارات العسكريين المتقاعدين في مختلف الأوقات.
2. الطلب من المتقاعدين الذي يحصلون على علاجات شهرية، أن يبينوا عناوينهم وأرقام هواتفهم للمراكز الطبية من خلال الخط الساخن.
3. بما أن العلاجات لكل شخص مدونة في برنامج حكيم، فيمكن تكليف العاملين بالصيدليات العسكرية، تجميع علاجات كل شخص أو عائلة في أكياس صغيرة، وكتابة اسم ورقم هاتف صاحبها عليها.
4. يقوم كل مستشفى أو مركز الطبي، بتخصيص عدد من السيارات الصغيرة حسب عدد المناطق، وتخصيص أحد الممرضين ليأخذ تلك العلاجات، ويتوجه بها إلى أماكن سكن أصحابها، وعند وصوله إلى المنطقة المخصصة، يقوم بالاتصال مع أصحابها لمعرفة مواقعهم، ويوصل العلاجات إليهم، حتى وإن كان ذلك على مدى عدة أيام.
5. المرضى البعيدون في أطراف المدن والقرى، يمكن تأمين علاجاتهم في أقرب مركز طبي أو في أقرب مركز أمني أو بلدية، وإبلاغ أصحابها لاستلامها.

وبهذه الخطة البسيطة إذا لاقت القبول من عطوفة مدير الخدمات الطبية الملكية، يمكن أن نحافظ على صحة المواطنين وتجنب الاختلاط مع الآخرين، والحفاظ على السلامة العامة في الوقت ذاته.

التاريخ : 29 / 3 / 2020

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى