رواية “أنا ملالا” لليافعين: حكاية فتاة باكستانية ألهمت العالم

في حضورها الأول خلال معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي تتواصل فعالياته في مركز إكسبو الشارقة حتى الرابع عشر من الشهر الحالي، أطلت دار “روايات” للنشر، التابعة لمجموعة كلمات للنشر، على قرائها اليافعين والشباب بالنسخة العربية لكتاب “أنا ملالا” الذي يروي قصة الفتاة الباكستانية ملالا يوسفزاي التي تعرضت لمحاولة قتل أثناء ذهابها إلى المدرسة في باكستان، لكنها استفادت منها في تغيير حياة الأطفال ببلدها والعالم.
الكتاب الجديد الذي وصلت نسخته الإنجليزية إلى قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في صحيفة “نيويورك تايمز”، صدر في نسخة عربية خاصة باليافعين، في 270 صفحة من القطع الصغير، وشاركت في تحريره الكاتبة الأميركية باتريشيا مكورميك، مؤلفة العديد من الروايات المخصصة لليافعين، ومن بينها “جرح”، و”مباع”، و”لا تقع أبداً”، ووصلت مرتين إلى القائمة النهائية للجائزة الوطنية للكُتّاب في الولايات المتحدة، وترجمه إلى العربية جلال الخليل.
تستعرض الكاتبة في هذه النسخة كيف تتغيّر حياة ملالا يوسفزاي، الفتاة الباكستانية، المدافعة عن حق بنات وطنها في التعليم، بشكل كلي في منتصف يوم الثلاثاء، التاسع من تشرين الأول (أكتوبر) 2012، حين يوقف اثنين من المسلحين الحافلة المدرسية التي كانت تقلها مع زميلاتها، ويطلقون ثلاث رصاصات باتجاهها، لتدخل إحداها رأس ملالا من جانب عينها اليسرى وتستقر في كتفها، تاركة إصابات في المخ والعين.
ويوضح الكتاب بطريقة سردية كيف أن حياة حياة ملالا لم تنته بتلك الرصاصة، بل كُتب لها عمر جديد، وأحداث غيّرت العالم، لو علم القتلة بها قبل وقوعها، لما أطلقوا عليها رصاصاتهم الغادرة، التي ارتدت عليهم، وأصبحت هذه الفتاة الصغيرة حديث وسائل الإعلام، ونموذجاً لكل إنسان يدافع عن حقوقه الإنسانية الأساسية، وفي مقدمتها حقه بالتعليم والعيش بأمان وسلام مع أفراد عائلته، في بلده.
في الفصل الأول من الكتاب، تسرد ملالا يوسفزاي الحياة الوادعة والجميلة في مسقط رأسها، مينغورا، كبرى مدن وادي سوات الذي يمتد في شمال باكستان، قبل قدوم طالبان، حيث كانت المنطقة وجهة للسياح للاستمتاع بجبالها الشاهقة، وتلالها الخضراء، وأنهارها الصافية، وتسهب في استعراض جوانب من علاقتها بوالديها، وأخويها: خوشال وأتال، والعادات والتقاليد التي ميّزت الحياة في هذه المنطقة.
أما الفصل الثاني والذي يحمل عنوان “ظلٌ فوق وادينا”، فتخصصه للحديث عن التغيّرات التي نجمت عن ظهور طالبان، خصوصا معارضة تعليم البنات، وتهديد العائلات التي ترسل فتياتها إلى المدارس، وما أفرزه ذلك من مشكلات قبلية، وخوف في نفوس الفتيات اللواتي أصبحت يواجهن خطر الطرد من القرى والبلدات التي يقمن بها، وصولاً  إلى محاولات القتل، كما حصل مع ملالا نفسها. ويبدو الفصل الثالث في الكتاب، أقرب إلى فصول من فصول المقاومة، حين بدأت ملالا أولى خطوات الدفاع عن حق بنات جيلها في التعليم، فأخذت تكتب المقالات والخطابات التي تعبّر فيها عن مشاعرها تجاه حملات تدمير مدارس الفتيات ومنعهن من التعليم، وتتحدث عن كيف أن لغتها الإنجليزية القوية ساهمت في إيصال صوتها إلى العالم عبر أثير الإذاعات الأجنبية التي كانت في مرات نادرة تتمكن من الوصول إليها.
ويخصص الفصل الرابع لرواية محاولة قتل ملالا، والتي سبقتها رسائل تهديد وصلت إلى منازل الفتيات اللواتي كن يتعلمن في مدرسة خوشال، ومن ضمنها منزل عائلتها، وما تلا ذلك من أحداث أمنية في المنطقة، حيث تعرض أحد أصدقاء والد ملالا إلى محاولة قتل، وتتحدث ملالا كيف أن هذه الحادثة غيّرت سلوك والدها ودفعته إلى مرافقة أبنائه الثلاثة إلى المدرسة كل يوم، خوفاً عليهم.
ويسدل الفصل الخامس الستار على رحلة الفتاة الباكستانية الأشهر في العالم، من أسرّة العلاج في المستشفيات، إلى شاشات التلفزيون وأغلفة المجلات، وتروي فيه التغيّرات النفسية والفكرية التي مرت بها نتيجة اضطرارها لمغادرة وطنها والعيش في المملكة المتحدة، حيث ما تزال تقيم هناك اليوم، وتقول إن هذه الظروف زادت من إصرارها على النضال من أجل حق فتيات بلدها بالتعليم، وجعلتها أكثر تعاطفاً مع حقوق الأطفال الأساسية في كل مكان من العالم.
وتتضمن الرواية صوراً شخصية من ألبوم حياة ملالا يوسفزاي، بما في ذلك طفولتها الأولى، والصفوف التي درست فيها، وصور بعض صديقاتها، إضافة إلى الحافلة المدرسية التي أصيبت داخلها، وختاماً صورها مع أفراد أسرتها في منزلهم الجديد بمدينة برمنغهام.
كما تشمل الرواية على سرد زمني لأبرز الأحداث التي مرت بها باكستان، منذ استقلالها في آب (أغسطس) 1947، وصولاً إلى الكلمة التي ألقتها ملالا في الأمم المتحدة في تموز (يوليو) 2013.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى