دماء الشهداء ليست للمزاودة / جمال الدويري

دماء الشهداء ليست للمزاودة

الحراك الأردني الحر، لا يحتاج لاعداد امني ولا حشد ومرافقة شرطية كبيرة، ولا الى هذه التكاليف الباهظة والأعداد المهولة، ولا لمرابطة ورصد واليات امن ودرك ومخابرات، قبل وأثناء وبعد، لسبب بسيط واحد، هو ان غالبية المحتجين، في اي زاوية من زوايا الوطن، لم يخرجوا الا من اجل الوطن والمواطن، وبغرض حصري واحد هو، المطالبة بمحاربة الفساد والاصلاح وتخفيف الأعباء على المواطن المكدود والطبقة الوسطى والفقيرة المسحوقتين، ليس الا.
وليسوا خطرا على الوطن والدولة، ولا ونظامه وقوانينه وأمنه وسلامه.
كل منهم يحرص على القوانين والأنظمة، كما رجال الأمن انفسهم، وكل منهم لا يقبل اعاقة حركة المرور او تعطيل مصالح الناس، بل وينظفون الموقع عند المغادرة.
انهم يستخدمون فقط حقهم الدستوري، بالتعبير عن رأيهم ومحاولة ايصال صوتهم لأولي الأمر ومؤسسات الدولة، بأن هناك حيثيات هاضمة للحقوق والواجبات بين الشرائح المجتمعية وتلك التي تجلس على مناصب الوظيفة العامة، ممن اهدرت وما تزال موارد الدولة وموازناتها، بشكل لا يطاق، وبغير وجه حق او مشروعية.
ولمن يغمز من قناة الحراك الأردني وينتقد استمرار فعالياته بالأمس، رغم استشهاد وجرح عدد من ابناء الوطن، نشامى الأمن والمخابرات، وبأن الحراكيين لم يشاركوا الوطن حزنه، اقول:
اسند ربابتك، ولا تتصيد بالماء العكر، ولا تحاول المزاودة على دماء الشهداء وحزن الأردنيين.
الحراكيون هم اردنيون مثل بقية الأرادنية، ورجال الأمن والدرك والمخابرات، اخوتهم وأهلهم، يفرحون لفرحهم ويحزنزن لحزنهم، وما خروجهم الى الرابع وغيره وتحت كل الظروف الجوية الصعبة، الا فزعة لمنتسبي هذه الأجهزة ايضا، التي تعاني اقتصاديا مثلهم وأكثر، وانهم وهم يحتجون بالأمس، لم يكونوا الا بعميق الحزن وبالغ الأسى على شهداء وجرحى الوطن في نقب الدبور بالسلط.
بالختام…حبذا لو توقف البعض خجلا من فكره وخبث اشاراته، امام دم الشهيد الزكي، والخوف على حياة الجرحى والمهم، وليتركوا التنظير والمبالغة بالتسحيج، لأوقات اخرى غير مكلومة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى