نخاف من إطلاقه! / صالح عربيات

نخاف من إطلاقه!

السيارة قديمة جدا، وقد تكون السيارة الوحيدة التي تنقلت بين جميع الاقطار العربية دون أن تقف على الحدود، فحين صنعت هذه السيارة كنّا أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة.

لغاية اليوم يحافظ عليها مالكها ويستخدمها ، على الرغم من أن الراديو لازال يعترف بالظاهر بيبرس سلطانا لمصر وبلاد الشام، ومن مميزات هذه السيارة العريقة أنه أذا أشعل الردايو ينطفأ المحرك، لذلك كلما أراد سائقها ان يستمع لنشرة الأخبار يقف على جانب الطريق؛ لأن السيارة لا تعمل براديو ومحرك معا، وحين يقف على الإشارة الضوئية لا يقترب منه أي متسوّل خوفا من أن يدفع الجزية فمنظرها يوحي أنها عائدة من مشاركة المسلمين من فتح القسطنطينية، أما كاميرات المراقبة على الطرقات، فهي لا تستطيع أن ترصدها لمخالفتها، لأن الأرقام يونانية وبحاجة إلى عالم آثار لفك تشفيرها!

من أهم مميزات هذه السيارة هي الامان، فلا يستطيع أحد سرقتها، لأن باب السيارة المصفح بالحديد على ما يبدو أنه كان باب قلعة رومانية، ومن ثم استخدم بابا للسيارة لذلك يحتاج فتحه إلى تحالف دولي، ولا خوف عليها من عيون الحساد، فهذه السيارة قرأ عليها المعوذتين ربما أكثر من نصف علماء الأمة!

مقالات ذات صلة

مالك هذه السيارة العريقة، والذي كلما استخدمها وذهب بها إلى المول، سأله الناس هناك من الخوف والفزع كم لبثتم؟! شوهد في إحدى المرات يسابق مرسيدس 2016، ولا أدري هذا السائق المجنون كيف يغامر بهذه السرعة الجنونية، والسيارة التي يمتلكها إذا دعس على الكوابح تحتاج إلى مسير أربعة أشهر حتى تقف وقوفا تاما!

تذكرت هذا السائق المجنون، وأنا أقرأ أن السلطات المصرية أعلنت عن مشروع قانون لإنشاء وكالة فضاء مصرية!

الإمكانيات تكاد تكون معدومة، والسلطات المصرية لا تستطيع تأمين وصول مياه الشرب حتى تستطيع تأمين وصول الأقمار الاصطناعية إلى الفضاء!

الدول التي دخلت هذا المجال، في الأول بنت شوارعها ومؤسساتها ووفرت سبل الحياة الكريمة لمواطنيها، ومن ثم ذهبت لتستكشف الفضاء، بينما السلطات المصرية قبل أن تستكشف ما يعانيه سكان نجع حمادي من عوز وفقر جوع تريد أولا أن تستكشف الفضاء!

أخاف ان يكون إطلاق القمر الاصطناعي مشابها للحظة إطلاق القمر الرئاسي .. نجح بالوصول، ولكن لليوم لا يستطيع الثبات أو العودة!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى