خبر جيد من تدمر .. ولكن / عمر عياصرة

خبر جيد من تدمر .. ولكن

خبر جيد أن تسمع بأن الجيش السوري هو الذي يسيطر على مدينة تدمر بعد تسليم القوات الروسية مطارها لهم، ويقال إن المعركة مع داعش كان سهلة نسبيا، وان التنظيم كالعادة ذاب في الفراغ الذي نبحث عنه.
هذا التطور يعنينا في الأردن بشكل كبير، ولا أقصد هنا قصة «فقط» موازين القوى المتبدلة تبعا لتطورات الميدان وتأثيرها على اللعبة السياسية السورية الجارية في جنيف.
لكنني أميل الى قراءة ما جرى في تدمر من منطلق استشراف تطورات الحالة في بادية الشام وتأثيرها على الجنوب السوري ومن ثم حدودنا وكل المخاطر أو الفرص المحتملة.
جيد أن تنتهي داعش من بادية الشام، لكن السؤال: أين يذهب هؤلاء بعد كل معركة يخسرونها؟ ما هي استراتيجيهم القادمة؟ كيف سيظهرون وأين ومتى؟
ما نلاحظه أيضا أن الجيش السوري والقوات التابعة له بدأت تحكم السيطرة على المناطق القريبة من تدمر، وهنا نطرح أسئلة أخرى عن وجهتها القادمة أين ستكون، وهل بريق الانتصار في تدمر، ومن ثم بضاعة مكافحة الإرهاب الدعاة من دمشق ستغريهم بالقدوم نحو درعا.
المشهد السوري للأمانة يعيش ديناميكية سريعة خاطفة من كل النواحي، فلا تنتهي من وصف حالة ميدانية حتى تضطر الى للحديث عن تطور جديد.
في شمال سوريا هناك تبدلات ميدانية كل ساعة، فالكل يهرول لمحاربة الإرهاب وإرضاء واشنطن، وفي جنوب سوريا تبدو التغيرات اقل سرعة لكنها قد تفاجئنا قريبا.
ومن هنا نقول علينا أن نتمتع بالمرونة في التقييم والفهم وإدراك المتغيرات والتشبيك مع كافة الأطراف، فالقادم استحقاق لا حيدة عنه والاستعداد الفطن واجب وطني.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى