[review]
الثلاثاء 23-8-2011
أخيرا تنفّست طرابلس، وأنزلت كيس الملح ووجع الجرح وخطيئة الصمت عن ظهرها..طرابلس خطفت عود الكبريت من يد « نيرون» في الوقت المناسب..وتعمّدت ببحر الحرية من كل جنابات جنونه.. وتبخرت من تراب «المختار» وزفّت نفسها الى الثوار..
هذا العيد سيكون مختلفاً.. رائحة القهوة ستعمّر البيوت من جديد، وسيتصاعد ريح الندّ في الشوارع بدلاً من ريح البارود،وستنثر الحلوى على الرؤوس، وسترتد بحّة الفرح الى الحناجر، هذا العيد سيرتاح المجلود من الجلاد، والسجين من السجان، والمكان من المكان .. هذا العيد..سيلبس الثائر الليبي كرامته كما يلبس الطفل حلته…
طرابلس تكبيرة العيد السابعة..ألله أكبر، بنغازي..الله أكبر، مصراته..الله أكبر أجدابيا، الله أكبر، الجبل الغربي..الله أكبر الزاوية..الله أكبر، زوارة..
الله أكبر ما أجمل الانتصار…عندما يصبح ثأراً لكل الرضّع الذين ماتوا في ملابس نومهم..لكل الآمنين الذين دفعوا ثمن روعهم..لكل من دخّنهم العقيد في خطابات التهديد..لكل الذين لم يقايضوا ثمن كرامتهم بعيشهم..للأطفال الغافين على صورة الأب المكفّن.. للمنازل المهدومة والمهجورة، للموت المدخّن…
طرابلس يا تكبيرة العيد..وعباءة الكرامة..قولي بملء صوتك ألأطلسي المغرغر بالثوّار..قولي لشقيقاتك العربيات: الحرائر لا يُحكمن أبداً بالرعب
طرابلس يا تكبيرة العيد..قولي لكل الجالسين على قلوب شعوبهم، لفراعين السلطة والتخويف، الذين يجمعون حولهم سحرة الأجهزة الأمنية، قولي لهم:
ستلقف الحرية عصيّكم…و»يلقى السحرة ساجدين..».
يا فراعين السلطة والتخويف نعيدها للمرة الألف:
((…من لا يدرس التاريخ حتماً سيرسب في الحساب…))
ahmedalzoubi@hotmail.com
احمد حسن الزعبي
