
قصف بيت عزاء جريمه وحشيه!!
من المفروض ان يكون هنالك اخلاقيات وانسانيات تحكم الحروب بالاضافه للقوانين الناظمه فهنالك اماكن حصنتها اخلاقيات البشر وقوانينهم وعلى رأسها بيوت العزاء والمستشفيات والمدارس ومراكز الدفاع المدني والاسواق التجاريه والتجمعات المدنيه واخرى ومن يستبيح هذه الاماكن يفقد انسانيته.
ولكي نلقي الضوء على ما يجري في الحروب ونحدد الجهات المسؤوله عن قتل الابرياء علينا ان نعلم يقينا بأن الطيار المقاتل وخصوصا في المناطق التي يسيطر على اجوائها قوة واحده يعتبر عبدا مأمورآ يستلم وجبات من الاهداف توقيتاتها محدده واحداثياتها مبرمجه لذلك هو يقلع ويفرغ حمولته حسب أوامر غرف العمليات بسبب عدم وجود اعتراض او اشتباك جوي او هجوم على اهداف متحركه فالطائرات الحديثه لا تخطىء اهدافها وانما تكون الاصابه مباشره ودقيقه
ولكن المشكله تكمن في اداء اجهزة الاستخبارات المختلفه التي تجمع المعلومات وتعالجها وتحدد الاهداف ووجبات القصف حسب الاولويه والاهميه ومن أهم مرتكزات الاستخبارات هم العملاء والجواسيس والمصادر المختلفه المتواجده على الارض المستهدفه فهم من يقومون بتمرير المعلومات للاجهزه الاستخباريه وقد يكون بين هؤلاء العملاء مصادر مزدوجه تعمل لصالح اجهزه استخباريه اخرى صديقه او معادية من مصلحتها تصعيد الموقف بواسطة تحويل بيوت العزاء والمستشفيات الى اهداف حيويه من خلال اقناع اجهزة الاستخبارات تلك بتواجد اشخاص مهمين جدا في مواقع معينه وبتوقيت محدد.
وهنا تتجلى مهارة رجل الاستخبارات في كشف دقة المعلومة او تحويلها الى وجبة دسمة تقدم لاحقا لبنك الاهداف وعادة فإن الدول الذكية الانسانية لا تغامر بقصف التجمعات المدنيه المحرمه الا عند تاكيد وثبوت وجود صيد ثمين يساعد في كسب المعركه وربما انهائها والكارثة هنا تكمن عندما تكون تلك المعلومات المقدمه من العملاء والمصادر خاطئه ولها ما بعدها ولم تكتشف في حينه
في هذه الحاله تكون الدوله المعتديه قد ارتكبت جريمه وحشيه لا انسانيه سببت لها حرجا تاريخيا ليس امام المجتمع الدولي وانما امام الضمائر الحيه والهيئات الانسانيه الاخلاقيه ولا ينفع الإنكار في مثل هذه الحالات لان آثار وأدوات الجريمه واضحه ويمكن الاستدلال بها الى مرتكب الجريمة ومعرفة جميع المتورطين ودوافعهم بدءا بمن قدم المعلومه ومرورا بمن درسها واجاز تحويلها الى هدف وانتهاءا بمنفذ الجريمه ولا يسعني في هذا الموقف الا ان اتقدم بأحر التعازي لأسر الارواح التي قضت ظلما في جميع المواقع العربيه والاسلاميه وأدعو لهم بالرحمه فهم محظوظون لأنهم غادروا حياة لم يعد للاخلاق ولا للدين ولا للقانون ولا للانسانيه قيمة تذكر فيها.