
ملفات حاسوبية
أصبح المطلوب من الإنسان اليوم أن يتعامل مع مشاعره وانفعالاته وعواطفه باعتبارها ملفات منفصلة عن بعضها، فهي متجاورة تجاورًا ساكنًا وليست متفاعلة مع بعضها؛ فالمطلوب منه أن يكون في لحظة حزينًا، وفي اللحظة التي تليها مباشرة مسرورًا، وبعدها غاضبًا وبعدها سعيدًا، وبعدها قلقًا، وبعدها هادئا ساكنًا، وهكذا دواليك، لقد أصبح أشبه ما يكون بالحاسوب الذي بين يديه، عبارة عن ملفات متجاورة يتستدعيها ويغلقها بأطراف أصابعه، حسب الحاجة، بآليّة ومن غير تفاعل حقيقيّ مع كل ما يجري حوله.