أخبروا أحلام عن جهاد الذي تعلق على نافذة أمه/ ديما الرجبي

تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو حول تعلق الشاب الفلسطيني جهاد على نافذة مستشفى ضم والدته على إحدى أسّرة الشفاء بعدما أصابتها الخبيثة “كورونا”.
لم يذكر أحد حجم الألم والفرح في هذا “الخبر العاجل” و لم تنصفه الاقلام، ربما لأننا نكتفي بذكر مصائبنا التي تغشي القلوب عن بر الوالدين والتراحم بين الأسر ونصدر القباحة ونخبىء الجمال.

هذا الشاب الذي سبق بفعلته الرحيمة ما حدث من جريمة تقشعر لها الأبدان في الأردن_ جريمة عين الباشا_ والتي ولدت صرخات تطالب بحماية المرأة من العنف الأسري الذي يقود إلى القتل ، لم نلتفت له ليس لأننا لا نريد ذلك بل لأنا فقدنا الثقة في معنى الأسرة ، فطغى الشر على الخير وتصدر!!

هذا الشاب الذي كان يتدلى من النافذة كل يوم لينعم بضوء وجه والدته، ويدعو لها ويعلق قلبه على صدرها لتطمئن بوجوده، ضرب مثالا يطغى على أفعالٍ لا تمت بالانسانية بصلة .
أحلام غادرت وهي تستجدي أحداً أن ينقذها من “والدها” وجهاد تسلق جدار المستشفى ليرى والدته من خلف زجاج نافذة الغرفة التي كانت ترقد فيها لحين الاعلان عن وفاتها !

جهاد يوماً ما سيكون أباً لإحداهن واحلام فقدت حياتها على يد اباها !
الا يكفي لبث الأمل واستعادة الثقة بالاسرة ؟

مقالات ذات صلة

أحلام_ رحمها الله _ وغيرها من الفتيات اللاتي يعانين التعنيف الأسري بحاجة ان يعلموا عن جهاد كي لا يستوطن اليأس في قلوبهم ، يعكف الاعلام على التدخل في عواطفنا ويمزق النسيج الاسري والاجتماعي دون عناءٍ يذكر ، قد نجد الف ضحية مثل أحلام وملايين مثل جهاد ، لماذا تعلو كفة القباحة على الجمال؟!
هذه الأدوات الاعلامية التي تزلزل ثقتنا في أسرنا تعمد على اتلاف النسيج الاسري والاجتماعي، لا ننكر وجود عنف اسري ولا نهمش أهمية المطالبة في انصاف النساء/ الفتيات، اللاتي يتعرضن للضرب والتحرش والاغتصاب ومن ثم القتل، ولكن الا يجب ان نتحلى بالمسؤولية تجاه هذه الشريحة التي تعاني الأمريّن ولا ترى مخرجاً ولو بشق خبرٍ يعيد الأمل الى قلوبهن بأن ” الدنيا بخير” .

هذا التضامن الفضائي هل يمدهم بالامان ؟ لا تكفي العواصف الالكترونية ولا الوقفات الاحتجاجية ولا يبدو أن تغيير هذه الممارسات أمراً هيناً ، فقدت احلام حياتها وكثيرات يترقبن الموت في كل لحظة، لماذا ندفع بهن إلى جحيم الخوف من خلال ما نشاركه على صفحاتنا الزرقاء ؟

الم يأتي الوقت للعمل على تعديل البنود القانونية المتعلقة بالدفع بارتكاب جريمة بتأثير ثورة الغضب وأحكام جرائم الشرف والتعنيف اللفظي والنفسي ؟!
اليست هذه الخطوة أجدى من تصدير الرعب في قلوبهن؟! هل يضر أن نستعرض مواقف الآباء والاخوة الطبيعيين مع أخوتهم وزوجاتهم وبناتهم ؟

يجب على المجتمع مساندة هذه الفئة المعنفة ببث الثقة في محيطهم ولا يكفي تأجيج الألم من خلال تداول “صرخة أحلام” التي لن تفارقنا ما حيينا.
اصبح العالم يستمد نصره وهزائمه من خلال هذه الشاشات الزرقاء ، والأجدى أن نبث الطمأنينة بدلاً من الخوف ولندع الحقوقيين يعملون على المطالبة بالاصلاح الدستوري فيما يتعلق بالعنف الاسري.

حق احلام وغيرها لن يجهض ولن يُنسى ولكن هناك وراء هذه الشاشات من ينتظرن بصيص أمل، الم يأتي الوقت لنتحمل مسؤولياتنا الانسانية والاخلاقية تجاههم؟
هذه السلوكيات اللاانسانية لا تمثل مجتمع بأكمله، تلك الجرائم البشعة لا تعني اندثار التراحم الاسري، لن نجد هذا العنف في كل منزل اردني ، بل سنجد جهاد وامثاله وراء كل نافذة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى