مرايا مستوية / د . عبدالله عامر البركات

مرايا مستوية

في احدى الحدائق العامة نصبت البلدية عدة مرايا كبيرة. إلا أن تلك المرايا لم تكن كلها مستوية .بل كانت كل واحدة مشوهة بطريقة ما. إحداها تظهرك قصيرا سمينا. وأخرى طويلا نحيفا. وثلاثة عريض الوجه ورابعة عظيم الأنف. تثير بنا الصور الضحك ونحمد الله أننا لسنا كذلك. آخر مرآة تعطيك الشكل الحقيقي. ونتنفس الصعداء ونخرج سعداء.
لو اتيح لنا مرايا حقيقية للأنفس , لكتشفنا ان هناك تشوهات لم ندركها. وان المرايا النفسية التي نستعملها خدعتنا. فنحن لسنا بذلك الكمال النفسي. ستكتشف مثلا اننا لسنا بذلك الكرم الذي ندعيه. وﻻ بتلك الشجاعة وﻻ اللطف. سنكتشف ان هناك عيوب خلقية لم نفطن لها. بعضها طارئ يمكن إصلاحه واخرى اصلية تستعصي على الإصلاح. سنصلح ما يمكن إصلاحه. اما العيوب الاخرى فرؤيتها ستجعلنا على الأقل أكثر تواضعا وأقل تبجحا واستعلاء على خلق الله.
يمكن ان يقوم اخ لك بدور المرآة المستوية. الا ان ذلك نادر. فهو يخشى غضبك. واهم من ذلك ان الصورة التي سينقلها إليك ﻻ تخلوا من بعض الألوان الخاصة به.
لعل من الأفضل صناعة مرآتك المستوية الخاصة بك. فقط تخلص من تبرير عيوبك وتضخيم مزاياك..
قال تعالى
بل الانسان على نفسه بصيرة ☆ ولو ألقى معاذيرة.
صدق الله العظيم.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى