[review]الله "يخلي لنا الحكومة" فهي تفجّر خواصرنا ضحكاً وتجلي صدورنا من همومها..وتجعلنا نقلب على ظهورنا ، سعادة وقهقهة ونشوة أحياناً ، ووجعاً من افعالها أحياناً أخرى..لقد "طبلونا" في التعديل خلال أيام خلت ، وأذلّونا في السرية المبالغ فيها ، لم تبق جريدة أو مجلة ، أو راديو ، او موقع اليكتروني الاّ وتكلّموا عن التعديل المنتظر … وضعوا أسماءً ثم رفعوها ، تكهّنوا بحقائب ثم شطبوها ، وسوسوا واسترقوا السمع دون جدوى، زاد فضول "الفضوليين"، وزادت شهية "المتفائلين" ..حتى حسبنا أن ثمة وزراء"تواصي" – غير شكل- في طريقهم الى الدوّار الرابع..لنفاجأ أننا "باصمينهم عن غيب " فبألأمس القريب خرجوا من الباب الخلفي مرهقين تعبين وها هم يدخلون من الباب الأمامي متحمّسين متحفزين…سبحان الله*** أي عاقل أو ربع عاقل حتى..يستطيع أن يفهم من كلمة تعديل أن هناك اعوجاجاً وتم تقوميه،والفعل الماضي عدّل يعني في اللغة : أقامه و سوّاه..بعد ان حاد عن سكته أو اعوجّ..فانظروا يا سادة الى سياسات التعديل" المطعوجة " التي تنتهجها حكوماتنا عندما تمل الناس الأفعال ويتلاشى منسوب الرضى "الرسمي"من على الوجوه..**هي تشبه تماما لعبة "فات الثعلب فات وإدّيله سبع لفات" : في تشكيل حكومة أبو الراغب..أدخلوا الذين خرجوا من تعديل حكومة الروابدة، وفي تشكيل حكومة الفايز أدخلوا الذين خرجوا من تعديل ابو الراغب ، وفي تشكيل حكومة بدران أدخلوا الذين خرجوا من تعديل الفايز، وفي تشكيل حكومة البخيت أدخلوا الذين أخرجوا من تعديل بدران ،وفي تشكيل الذهبي أدخلوا الذين خرجوا من تعديل البخيت…وبما أن السياسة مثل الرياضيات فإن علاقة"التعدّي" تفيد أن الذين دخلوا في التعديل الأخير هم أنفسهم الذين خرجوا من تعديل ابو الراغب والروابدة..وابشروا ، فالتشكيل القادم سيحمل لنا نفس الوزراء الخارجين للتو من هذا "التطعيج"..قد يتهّمني البعض بالسذاجة فأين المضحك في الموضوع ؟ المضحك أن الذي يخرج من الوزارة في أي تعديل وزاري يخرج عادة لأسباب مقنعة تتعلق بأدائه فهو أما مقصّر أو يقود سياسة فاشلة..فكيف في شهور يصبح ذات المقصّر "ابو سياسة فاشلة"..وزير نشيط وله سياسة ناجحة ويدخل الوزارة بهمّة ونشاط جديدن.."فلو كان به خير لما رماه الطير"..والأمر المضحك الآخر:أننا البلد الوحيد في العالم الذي تنتقل فيه الوزارة بنسب الدم..حيث يتوارث المنصب مثل لون العينين و الشامة والثآولة..فهناك خمسة وزراء هم أنجال وزراء، ومثلهم أبناء باشوات ..وعقبال أولاد أولاد أولادهم ع العايش.. · احمد حسن الزعبي· نشر هذا المقال في موقع خبرني يوم الثلاثاء الماضي 24-2-2009
