رسالة من د.منصور إلى BBC / د. منصور عياصرة

رسالة من د.منصور إلى BBC

ما الذي جرى لل bbc!! ما هذا التراجع؟!!.. بعد عقود طويلة من الإعلام نجد أنكم تتراجعون!! كان المذيعون يجيدون اللغة فأصبحوا كالأعاجم، لا لغة ولا أسلوب، طبعا ليس عند الجميع. وانتقلوا إلى اللهجات المحلية وتركوا الفصحى المعربة.

ليست المشكلة هنا، هذا جزء من المشكلة، المشكلة في رداءة البرامج وسوء اختيارها، كثير من برامجكم يدور حول المرأة، والجنس، والعنف على المرأة، هذه رسالة غير بريئة منكم لتركيز هذه الأفكار، في المجتمع، وكأن المجتمع العربي كله اغتصاب وعنف!! طبعا تبحثون عن حالات فردية أو تتفقون مع حالات خاصة للحديث عن المرأة وسوء معاملتها، وليس هدفكم الدفاع عن المرأة أو عن المجتمع العربي، بل المقصود نشر هذا الموضوع على أنه سمة من سمات المجتمع العربي أو المسلم. الجنس الاغتصاب العنف… صارت مملة عندكم، ألم تسألوا عن الفقر الذي تعيشه المرأة والرجل ؟؟

أليس هذا عنفا على المجتمعات العربية، وحكوماتكم هي التي تمتص دماء هذه الأسر، وتنسون عنفكم، تبحثون عن حالات فقر وتخلف تمارس هذه الممارسات السيئة، اعملوا نسبة هل هذه الجرائم نسبتها أكثر في اوربا وأمريكا أم في بلدان العرب.

تبحثون عن كل ما يحارب الثقافة العربية والإسلامية، فخسرتم النخبة التي كانت تتابع برامجكم… النقاب… اللباس، حتى الدين الإسلامي تصويت، ومكالمات مع مستمعين متفق معهم، هل الدين ضروري ؟!؟، هل النقاب ضروري؟؟، هل وهل…، امرأة في جزر واق الواق تسير عارية الصدر، فإذا هي تأخذ حجما من إعلامكم، مغنية في السعودية، فاجرة في مالطا، قيادة المرأة، حضور المرأة للمباريات، الولي تزويج المرأة لنفسها….، ألا يوجد امرأة ناجحة للحديث عنها، ألا يوجد برنامج عن قارئ قرآن! عن إنسان ملتزم بثقافته وناجح في حياته!! ألا يوجد امرأة في غزة وبغداد ودمشق واليمن لا تجد خبزا تأكل!! البيوت التي هدمتها جيوش العالم في بلدان العرب أليست موضوعا لكم، حوارياتكم فقط مع أديبات ونساء متمردات على ثقافتها ، لبس المايوه ضروري جدا لتسليط الضوء عليه في سباحة المرأة!!؟، والمرأة والرجل يشربون من المياه القذرة في اليمن و السودان وغيرها، ولا حديث عن ذلك.

ما هذه الكراهية التي تحملونها ضد العرب والمسلمين، كان المثقفون في العقود الماضية يقولون إنكم تدسون السم مع العسل، واليوم يقولون: تقدمون السم وحده!!!.

حتى في البرامج القناعية ، وهي جميلة ورائعة مع أن هدفها جذب النخبة وتغطية الهدف بقناع، للأسف لم نعد نسمعها، فأين قول على قول؟! أين صندوق النغم؟! ندوة المستمعين؟!…. و و و ، اعملوا على اجترار الماضي، وأعيدوها من جديد، فما عاد عندكم من هدف سوف هدم الثقافة العربية.

أين حقوق الرجل والطفل في الأنظمة المستبدة، أين برامجكم عن المستوطنين يقلعون الزيتون ويهدمون البيت في فلسطين أليس هذا عنفا، ما الذي جرى لكم!! كنتم تقدمون رسالة بريطانيا ضد العرب مع شيء من التحسين والتجميل، واليوم ظننتم أنكم تقدمون هذه الرسالة التي تفوح كراهة، لكن رسالتكم لم تعد تصل ، فقد انكشف المستور ، وصار المتعلم والجاهل يلاحظ هذا الإسفاف وهذا التراجع والهبوط الإعلامي، والبحث فقط عن أي خروج على الثقافة، ألا يوجد ملمح إيجابي!! أمركم عجيب .

البرامج الحوارية أسفّت وابتعدت عن احترام الذوق العربي والثقافة العربية، هذه البرامج التي يقدمها المسمى محمد عبد الحميد، لا مضمون ولا فكرة ما عدا الإساءة إلى الذوق العربي، حتى لهجته الفرعونية المؤذية التي يتحذلق بها ويبالغ، فأساءت له ولمحطتكم، ألم تجدوا ألطف منه ؟!!. ليس مقنعا والله ليس مقنعا، لماذا تسيطر اللهجة المصرية عليه ، أهي محطة مصرية إقليمية، رحم الله زمانا كنتم تقنعون فيه الإنسان من المحيط إلى الخليج، وانتقلتم إلى إقليمية اللهجة، وضيق النظرة وانحياز الرسالة. عتبي على المذيعين، أنتم أعلم الناس برسالة محطتكم، فلماذا تقبلون أن تكونوا رماحا في صدور أهليكم، واضعو فلسفة هذه المحطة القائمون عليها هم بريطانيون، ويعملون لصالح أهلهم، فكيف تقبلون أن تحاربوا شعبكم، أمن أجل الجنيهات الاسترلينية!! أم من أجل حمى الميكروفون!!! ، أم من أجل الفرار من بلدانكم والعثور على وظيفة!! إذن اعملوا برامج حول العنف الممارس على الشعوب ،الترهل الفساد الرسمي… راجعوا أنفسكم كيف زميلك المخرج أو الإداري يعمل لصالح بريطانيا العظمى وأنت تعمل ضد صالحك، لو كنت مكانك لاستقلت.
محمد عبد الحميد لهجتك غير مريحة وهدفك غير بريء، وأنت أعلم بنفسك، وبرسالتك، ألست عربيا!!
يا رجل عظمة مصر تفوق عظمة بريطانيا .

أيها الإداريون المخططون أرجو أن تعودوا الى عصر السم مع العسل، وأن تخلصونا من هذا الانحياز المؤذي فما عدتم مقنعين، هذا زمن سم دون عسل، وابكوا على زمن اللغة السليمة وليس اللهجات الإقليمية ابكوا على زمن الكرمي والندوة والسائل والمجيب ووو.. ومسرحيات شكسبير وغيره ووو.. الناس تتطور وأنتم تتراجعون، غيروا هؤلا المذيعين ، أو يبدو أنكم إذ اقتربتم من المئوية أنكم شختم، وأصبحتم تدبون دبيبا ..
شكرا على القراءة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى