ربيع الزمن الجميل ” نبيل عماري ”
االزمن قبل ما يغزوها الأسمنت
العام زمان الخير والبركة
الوقت صباح يوم نيساني
وطقس دافىء بحنان فلاح
من نافذة السيارة شممت رائحة الزهور والربيع وسمعت صوت تمايل السبل وهمس حفيف الشجر ولوز الفرك يتدلل فهو أول المنتوج الشجري وقتها كان الجمال يطل من نافذة القلب على مروج ع مد النظر وعبق برائحة الزعتر وعلت وخبيزة وجلاتون يختبى بين جنبات السنابل وفلاحون يزرعون الصيفي هنالك بالأفق البعيد سويلم يزرع البطيخ والجعابير وعلى الطرف المقابل يغفو لافي تحت شجرة صنوبر مطمئناً بموسم قمح وفير يشتم رائحة فوح الصنوبر وهنالك زيزفونة تستعد أن تنثر عبيرها ف أيار قادم بموعده من نافذة السيارة أيضاَ شاهدت لقاطات العكوب والشماليخ والدريهمة وشاهدت أفران الطابون تعلن عن فرحها بخبز بفطاير العكوب والكشك ولحن يتردد يا لقاطات العكوب بدي فطيرة كل ينتج كل يرعى كل يزرع كل يعمل فلاحون ورعاة وعجالون وحتى تلك الدكانة العتيقة بكعكبانها وملبس حثانها والحامض حلو ونصاص الحلاوة تزدان بفرح الربيع فالطير الشادي غرد وأزرار الورد تعلن رغبتها بالتفتح ونسيم الصباح يغني مع مطربة قادمة من زمن جميل نهاوند يا فجر لما يطل نور بنور الفل صحي عيون الناس محبوبي قبل الكل نعم فالربيع كان يصحو على أناس تعشق قامات السنابل ثيابهم قمباز وحطة يربطها كرادي ومعول يصاحب به الأرض الحمراء وجداول الماء ونسيمات الطيون والبيلسان ويربطون خيلهم بشجرة يا الله تخيلوا معي تلك اللوحة . نعم رسمت تلك اللوحة بقلمي ولكنها بعيون تغرغر بها الدمع كلما هبت الذكرى يوم فارقنا الأولون وبعدت مسافاتنا عن الأرض ” الوطاه ” واليوم من نافذة السيارة فاح دمع بقايا سنابل وبقايا شجر وبقايا تربة كانت تسمى حمراء وبقايا ذكرى لربيع أخضر فهل نعيده ونكفكف دمعه ونرجع نغني مع توفيق النمري تحتك يا زيزفونة ما عيرتني المزيونة لو مرة تصحى وتنام وقعدها ترد السلام تحتك يا زيزفونة وأظن أن الكثيرون من هذا الجيل لم يعرف ولم يرى زيزفونة .