تحت المطر / نور الجابري

تحت المطر
لم يكن قرارهم سهل ،كانوا يمثلون فكرة قهر ،هم اصدق من الكثيرين ممن سعوا الى مصالحهم الشخصية ،و كأن السماء أباحت لهم بسرها لتهطل عليهم مطرا يغسل ما تبقى من مساحيق الزيف على وجوه بعض المرتزقة في مناصبهم ، و هذه الشوارع و كانما تنسلخ من الأسفلت لتبرز حجم الفساد ،و تجّمع الأمطار كأنه نهر يصرخ من الغضب ،و يدعوا الجموع لكي يلتفوا حولهم و يصنع حرارة تطغى على البرد و توقد حطبا لا ينطفيء ،كم من طفل يشعر في البرد ،كم من بائع غرقت بضائعه و اغرق روحه بالدمع ، كم ضجت المدينة بالكعاب العالية و التنانير القصيرة ، كم طفل و كهل احتاج للدواء و صرف ثمنه عوضا في الاحتفالات كدرع للسقوط ،ثم تكتمل جماليتهم حين ترفع الحكومة أسعار الوقود ،و كانما تحث العموم على الالتفاف حول نار حطبهم ،
اشعر ان هناك من يحوي وطن بداخله و يحترق لاجله في حين ان من اخذ دفء الوطن غادر قلب المدينة ،
هناك يغتال الوطن ،و يولج السكين في خاصرته ،و هناك من يجفف شوارعه بجسده و بفكرة و عقيدة هي ليست للبيع و غير قابلة للتفاوض .
شجرة اصلها بذرة زرعت بأرض الوطن ،كبرت من خيرات ترابه ، لكن اذا ما فاضت الشوارع و الأزقة اقتلعتها .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى