nbsp;
مقال الاربعاء 19-9-2012
النص الاصلي
تناقلت وكالات الأنباء .. ضمن أخبارها المنوعة ، بمزيد من الاندهاش والاستغراب خبر مناصرةnbsp; عائشة القذّافي للمنتخب الجزائري ضد منتخب بلادها في التصفيات المؤهلة للأمم الإفريقية…مذكرة الجميع nbsp;بمواقف “رحمة الوالد” أيام عزّه..
هذا الخبر nbsp;لم يمنع nbsp;بعض المعلّقين من التعبير عن استيائهم nbsp;الشديد من تصرف هذه المخلوقة، nbsp;متسائلين nbsp;على صفحات المواقع: nbsp;كيف لأي عاقل في هذا العالم مهما كانت مبرراتهnbsp; ان يتحمّس ويتمنى هزيمة بلاده ولو من خلالnbsp; كرة مطاطية..!!
nbsp;
هذا الاستهجان والاستغراب يفقد حاجته للتفسير…اذا ما عرفنا أن أبناء “فراعين” الأنظمة العربية…عندما ولدوا على ريش السلطة وبين أكف الخلود والسمع والطاعة ..لم يكن في قاموس القائد الإله ..اي مرادف للوطن سوى قصره ، ولا أي مثال للمعجزات إلا ما يجري بأمره ، ولا سبيل للانتماء الا لوجه الأوحدnbsp; ، وكل هذا الدوران الأرضي وانقلاب الليل والنهار ما هو الا تنفيذاّ لرغبة ملك الزمان والمكان ، حتىnbsp; السماء بكل ما تحمل من نجوم وأقمار وأجرام هي مجرد شمسية “مزينة” تظلل رأس الزعيم في جولاته او أثناء القائه لخطاباته التاريخية ، أما الأرض فهي مادة nbsp;كونية nbsp;يخرج منها النمل والخنافس والشعوب ليتناسلوا ويموتوا ليس الا ، وكل ما هو خلف nbsp;سياج القصر هو “حوش للقصر” حتى لو كان هذا الحوش يسمى وطناً عند باقي الأمم..
nbsp;
الوطن عند “ابناء “فراعين السلطة” مجرد أملاكٍ خاصة ..والانتماء ليس الا nbsp;نزهة في حديقة السلطان..أما أصوات انين المعذّبين في الزنازين..فهو صرير شهي يرافق مرور القائد من بوابة التاريخ ، والدم النازف من بين فكي الوجعnbsp; واليتم ليست سوىnbsp; رطوبة صيفية ..تزول عندماnbsp; يشرق وجهه المقدسnbsp; على الأرض المباركة..
nbsp;
هؤلاء وغيرهم من الرابضين على صدرونا من نواكشوط الى nbsp;رأس الخيمة..انتماؤهم لأوطانهم..بطول سجادة قصرهم…ما ان تنتهي حتى ينتهي وطنهم المنسوج بخيط الدم..
nbsp;
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com
nbsp;