لستَ فقيراً دولة الرئيس / عودة عياصرة

لستَ فقيراً دولة الرئيس
رئيس الوزراء قال اليوم حرفياً : “انا مثلكم وابن ناس منكم ومن أفقركم “.

دعوني أُحلل تلك الجمله – كونه الليل طويل –

“انا مثلكم”:

بالزبط مثلنا بتستلم الراتب وبوجهك على البريد بتسد فاتورة الكهربا والمي ، بتمر بعدها على المؤسسه الاستهلاكيه بتجيب اغراض الشهر ، قبل ما تطلع بتحكي معك ام زهير : عبدالله جيب معك صابون للغسول وباكيت ماجي وعلبة فازلين وقلن زيت وبطاريات للساعه ، ولا تنسى الخبز لانه ما فيه ولا لقمة خبز بالدار ، بعدها تذهب الى الحسبه وتملأ الصندوق الخلفي للآكسنت بندوره وخيار وزهره وكلمنتينا ، تصل البيت قائلاً لام زهير : شايفه المصاري يا مره مثل دهن القرد ما فيها بركه ، ما ضل من الراتب الا ٥٠ دينار اقتصدي فيهم عشان يقدونا لآخر الشهر ، تأخذ نفساً عميقاً وتطلب من ام زهير ان تقشر لك حبة كلمنتينا .

مقالات ذات صلة

” ابن ناس منكم ” :

نعم ابن ناس من الشعب ، لك مشاعر ولديك التزامات وحياه اجتماعيه ، لديك اولاد وبنات وأنت اكثر معرفةً مني بأن هم البنات للممات ، تفرح عندما يلعب حفيدك برأسك وتحاول اسكاته عندكا يبكي ، تذهب الى مناسبات الفرح والعزاء وتشارك الناس افراحهم وأتراحهم ، تشارك الأقارب في مناسباتهم ، تصلي الجمعه لتستغفر الله وأنت موقنٌ بالاجابه .

” من أفقركم ” :

” هاي كيف بدي امشيها ، بأنو قاموس بنقدر نترجمها ” ، دعني أُحدّثك عن الفقراء يا دولة الرئيس :

الفقراءُ يا سيّدي يملكون رصيداً من الجوعِ في بطونهم ورصيداً من القناعة في قلوبهم ، الفقراءُ يحملون الرضا على اكتافهم الهزيله ، الفقير يصنع من رغيف الخبزِ مخبأً من الكرامه ، جيبهُ مقعّرٌ ليسَ بهِ قرشٌ للنقاهه .

تجاعيدُ الفقراء وشيبهم ، أوانيهم الفارغه وأطفالهم ، طحينهم وخبزهم ، جوعهم وقهرهم ، رقع الملابس وبردهم ، صدقهم وصدقاتهم ، الفقراء كلّهم يقولون لك : لا ولن تحلم بأن تكون فقيراً مثلنا .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى