شــــوفــــــوا العــصفــورة / د . ناصر البزور

شــــوفــــــوا العــصفــورة
جميعنا يُدرك الحيلة الساذجة التي كُنّا ولا زلنا نستخدمها لتمرير بعض الأمور غير المقبولة لدى أطفالنا، فنُشاغلُهم بـِ قولنا “شوف العصفورة”! وفي ذروة انشغالهم لسذاجتهم وبساطتهم بالعصفورة نكون قد مررنا بمكرنا وكذبنا ما نريد!

هذه الإستراتيجية البدائية هي نفسها ما يُمارسه النظام المصري واعوانه ومن هُم على شاكلتهم من الساسة العرب مع شعوبهم المسكينة التي تستحقُّ العصفور(ية)! فقد انشغَلَ الملايين بالعصفورة الآولى المتمثلة بحادثة “العزومة” التي أقامها النائب المصري “عكاشة” في بيته للسفير الإسرائيلي! ومن ثمَّ زادَ التفاعل أو الانخداع بالعصفورة الثانية المتخفية بضرب أحد النواب المصريين لعكاشه بالحذاء بسبب تلك الزيارة!

ليس هناك أدنى شك في أنَّ عُكاشة عميل ؛ وهذا لا يخفى على أحد من خلال أقواله وأفعاله اليومية التي يُمَجِّد فيها دائماً الجيش الصهيوني ويلعنُ فيها المقاومة الفلسطينية بشتّى أشكالها؛ فهذه عمالة وخيانة لا تستدعي الضرب بالحذاء فحسب، بل وتستلزم الإعدام رمياً بالنعال وبحفّاظات الأطفال!

ولكن أليسَ من الأجدى عدم الانشغال بالعصفورة وبالسراب بل بملاحقة ومحاسبة الغراب الذي لا يأتي معه إلاّ الخيانة والخراب! فكَم من قيادات الساسة العرب يلتقون بسفراء و وزراء وحُقراء الصهاينة صباح مساء، جهاراً ونهاراً ولا تُحَرِّكُ هذه الملايين المتحمِّسة نفسها ساكناً ولا تنبسُ ببنت شفة! فمن الذي يستحقُّ أن يحصل على وسام “النعل البلاستيكي” من الدرجة الأولى!!! عُكاشة، أم هؤلاء الساسة أم نحن معشر البسطاء السُذَج؟؟؟
واللهُ أعلَمُ وأحكَم!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى