” جمعتكم كاوتشوك” / د . محمد شواقفة

” جمعتكم كاوتشوك”

لم أتخيل يوما أن استخدم ” الكاوتشوك” كمصطلح بمعنى ايجابي و يعود هذا الفضل لابطال المقاومة السلمية النوعية التي يبدع ابناء غزة في ابهار العالم في تقديمها …. فمسيرة العودة الكبرى برمزيتها بدأت تقض مضاجع من راهنوا على فشلها و طرحوا احتمالات عدم جدواها … بل وصلت الصفاقة في بعض الكتاب التشكيك بنوايا الشعب الذي لا يحتاج لمن يذكره بحقه … و يكيلون التهم لهذا الفصيل او ذاك الاتجاه …. يعتريهم قلق بأن هذه الدماء غير ضرورية .
أثلج صدري بعض ابداعات ابطال انتفاضة العودة الكبرى …. التي بدأت تتصدر المشهد العالمي و تفرض حقيقة الوجود الفلسطيني رغم أنف كل مشكك و متخاذل.
لم يرسم أهل غزة مطالبهم بالدم فحسب …. فنظموا أطول “سلسلة قراءة ” في مكان التخييم على الحدود الشرقية لمدينة رفح جنوب القطاع…. رسالة بمثابة الصفعة لآلة الاعلام الصهيونية و التي حاولت على ابعاد الصبغة السلمية عن المسيرات باستهداف المدنيين العزل و قنص العديد منهم بوحشية و دم بارد فقط لانهم يرفعون علم بلدهم . وقد قررت الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية نقل المحاضرات الى المناطق الحدودية و في العراء …. احد الاساتذة يشرح على اللوح عن بلده السليب و طالباته افترشن الارض يستمعن له دون خوف او وجل من ذلك الغادر يقبع خلف الأكمة يده على الزناد.
لم تكن ” كمامة البصل” الا ايقونة فلسطينية ترمز لاصرار هذا الشعب كبارا و صغارا على مقاومة ارهاب الاحتلال بأي شكل او طريقة.
وقد كان لافتا ان الشباب استخدموا ” المرايا العاكسة ” ليجعلوا الشمس تعينهم على عيون الانذال فتشتت انتباههم و ربما تفقدهم القدرة على القنص… و رغم ان العدو قد نال من حوالي 17 شهيد و مئات من الجرحى و لكن من الواضح ان اهل غزة مستعدون لتقديم المزيد… و إن لم يعجب ذلك كثيرا من المرجفين الجبناء.
لم يخطر ببال العدو ان اهل غزة يجمعون لهم كل ما تيسر من الاطارات البالية ” الكاوتشوك” لاحراقها على مقربة من الحدود…. فتشكل غمامة من الدخان الاسود ستحجب الرؤية عن القناصة و تحرمهم من رؤية الاهداف بدقة ….
ولا يبدو ان هذه الفكرة قد راقت للكثيرين مع انها رمزية و هي طريقة مبتكرة للمقاومة …. و حجتهم بأن حرق ” الكاوتشوك” قد يضر المتظاهرين اذا ما هبت ريح معاكسة … و رغم سخافة الطرح …. فقد استفزني فعلا ذلك المخلوق التافه ” درعي” و هو يعبر عبر فضائية عربية ” محترمة” عن قلقه على البيئة و ثقب الاوزون !!!
تحية اكبار و اجلال للشعب الذي يقاوم بأي شئ دون كرامته و حقه باستعادة ارضه و لو باحراق ” الكاوتشوك” فكرامتنا قد اتسع ثقبها فلن يضيرها مزيدا من الدخان …..

” دبوس دخان ”

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى