
#نبض الشارع
. . كلما مررت بالشارع العربي ، وجدته حزيناً باكياً ..!!
فعلى مستوى أهله ، فهم مغيّبون تائهون ..
ليس لصوتهم غير رجع الصدى في وادٍ سحيق أو في غيابة الجبّ ..
لا بل هناك أصوات تتلاعب بعواطف أهل
الشارع ، و هناك محاولات لتزييف إرادتهم
و ثمة من يقوم بضخٍ إعلامي أو نشر ما من شأنه أن يربك الوعي .. أو ينفخ في نار
العداوات و الفرقة ..
العرّابون الجدد من ذوي التضخم المالي و الثروات المنهوبة و المال القذر .. ينضمون
إلى بقايا منظري و مسوقي الفلسفات التي
انتهت صلاحياتها .. فباتوا يبيعون و يشترون بضاعة فاسدة من بقايا شعارات
منتصف القرن الماضي و نظرياته الشمولية
لقد قسموا الشارع إلى يسار و يمين
و راحوا يمارسون فروسيتهم من خلف
المايكرفونات .. و حلقات الصراع الفكري
و استلوا على بعضهم سيوف التصفية ..
و إلغاء الآخر .. و في غمرة تناحرهم و
مجادلاتهم .. ضاعت الحقيقة .. و ضاعت
الأوطان ..
الشارع يكاد يفقد نبضه تحت وطأة أصحاب الياقات و النظارات السوداء من
اللصوص و النفعيين .. و المتاجرين بلقمة
خبز الفقراء .. الذين يقفزون عن مصلحة
الوطن إلى مصالحهم و منافعهم ، بشتى
الطرق .. و بمعسول الكلام !!
هل استطاعت تلك الفئة .. و بمؤازرة
الظروف المحيطة أن يزرعوا بذور اليأس
في أهل شارعنا .. الذي كان ينعم بالحياة
و الأمل .. ليصبح اليوم فريسة للإجرام
و اليأس .. و البطالة .. و مرهوناً للخارجين
على القانون .. و متعاطي المخدرات و
السموم ..!!
أين مؤسسات المجتمع المدني ..
أين التربية و أين القيم ..
أين عصا السلطة و القانون ..
هل أفلت الشارع منّا .. للزعران ..
أدركوا الشارع .. فنبضه يكاد يغيب !!