حصاد السنين …ام سنين الحصاد / ثروة الزعبي

حصاد السنين …ام سنين الحصاد …..

استفزني حجم تلك الالعاب الناريه التي اطلقت في السماء، وحجم تلك التهاني التي انتشرت بين الصفحات وعلى كل مواقع التواصل الاجتماعي كما تسمى؛ بينما هي ليست الا مواقع للانفصال الاجتماعي.

استفزتني تلك الفوضى التي خلقت من الاصوات والكلمات والاماني …. استفزني حجم الفقر الذي ينهش الجيوب والالم الذي ما زال يعتصر القلوب على بلاد شرد اهلها وانتهكت حرماتها ….استفزني ذاك التقليد الاعمى ….استفزني ذاك الجهل الذي ما زال يعشعش في اذهان البعض منا….استفزني طفل غارق بجوعه ينتظر ما يسد رمقه واخر يحلم بكسوة شتائه….استفزني الم بحجم البلاد التي تقبع تحت ويلات الحروب…….

فما زلت لا ارى الا ان السنين تحصد الايام من اعمارنا وتزيد خطوط العمر في جبهاتنا، لا جديد تحمل في طياتها سوى الحروب والدمار وسقوط البلاد ….أنسينا بغداد والموصل واليمن وحلب التي لم يبرئ جرحها ….أنسينا شهداء الرقبان واسود القلعه الذين لم تجف دمعات امهاتهم وزوجاتهم عليهم… ….ام تناسينا فيديوهات المشردين في طرقاتنا ينامون بلا غطاء يلتحفون البرد ويسكنون الارصفة ….وكيف بختام سنه زين نهايتها صور لاطفال لا يجدون ما يستر اقدامهم من برد الشتاء ….و..و..و..وو…
هل التئمت كل الجراح هل عادت كل البلاد …هل شفيت القلوب من مصابها ليحتفل العباد وبماذا نحتفل ؟؟؟؟؟

لا اقصد التشاؤم ابدا….لكن المتني جراحهم ….. والمني حجم الفوضى الذي نعيشه وننتظر غيثا بلا سحاب ….المني حجم الاماني التي لن تحملها الايام الا بالعمل والاجتهاد…

حصادة السنين ما زالت تمضي فينا يوما بعد يوم تطحننا بين فكيها ..لا ترحم صغيرا ولا كبيرا ….تغدق انهارنا بالدماء ….وبالحبر الاسود ما زالت تكتب تواريخها ….فعلى ماذا كل هذه الاحتفالات وكل هذه الافراح ….هل انتهجنا نهجا قادما يغير ما طوته السنين فينا هل غيرنا انفسنا ورأينا رؤيه جديدة قادمة هل حددنا هدفا وسلكنا له طريقا ……

يا ترى ماذا فرق البارحة عن اليوم….هل هو التاريخ ام اتخذنا عند الله عهدا بأننا سننهل من الانتصارات ما يستحق ان نقدم القربان لها مقدما من الاحتفالات …..

سنحتفل عندما تصبح سنيننا سنين الحصاد لا حصاد السنين ….
ودمتم بخير

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى