#الخرمنجي
#رائد_عبدالرحمن_حجازي
في ماليزيا هناك أماكن كثيرة ومتنوعة بإمكان السائح زيارتها والاستمتاع بطبيعتها الخلابة لكن ما لفت نظري في أحد مصانع الشوكلاتة والذي اقتادنا إليه يومها دليل الرحلة مدعياً بأننا سنتذوق فيه أفضل أنواع الشوكلاته مع العلم أنني لست عن عشاقها .
في المصنع هناك قاعة كبيرة وطاولات معروض عليها قطع صغيرة ومتعددة من الشوكلاته كعينات والتي تقدم للسياح مجانا ليتذوقوها وكل عينة تحمل رقم خاص بها .
وبما أن التذوق مجاناّ بدأت بمارثون التذوق حالي كحال الآخرين وفي نهاية المطاف سألني دليل الرحلة قائلاّ : أي نوع وجدته مناسباً لك ؟
فأجبته بأن كل العينات مثل بعضها . ضحك الدليل وقال لي : لا يا سيدي فهناك أكثر من عشرين نوعاً ، وراح يشرح لي موضحاً الفروق بين تلك العينات مثل نسبة السكر ونكهات حبات القهوة وكمية الكاكاو ودرجة حرارة طبخ الشوكلاته وكيفية تبريدها والنكهات الطبيعية المضافة لكل نوع ….الخ .
وهنا سألته كيف يتم كل ذلك ؟ فأجاب قائلاً : في المصنع لديهم خرمنجي وهذا الخرمنجي هو الذي يتذوق المنتج وهو من يعطي الأمر بالموافقة على إخراج المنتج للسوق من عدمه لكي لا تهتز ثقة المستهلك بإنتاج المصنع وتبقى سلعة المصنع محافظةً على جودتها ونكهتها . ثم سألني وقال لي : أنت في بلدك ألا يوجد عندكم شيء من هذا القبيل ؟ وهو يقصد الخرمنجية طبعاً . أنا فوجئت بسؤاله ولكن بفضل الله استطعت أن أتدارك الموقف وقلت له : بلا يوجد ، فلدينا خرمنجية كثار ولكل منتج هناك خرمنجي متخصص ، فحتى بنزين السيارات في بلدي له خرمنجيته . تعجب الدليل وقال لي : كيف يوجد للبنزين خرمنجي ؟ فقلت له كل شهر يجتمع خرمنجية البنزين بإيعاز من قِبل خرمنجية المال لتحديد أسعار كل لتر من المحروقات حسب الأسعار العالمية للبترول وحسب تذوقهم لمادة الأوكتان ونسبة الرصاص في البنزين ، وهنا أعطيته القاضية فقلت له : خرمنجية البنزين في بلدي لا يعنيهم إنخفاض أو إرتفاع أسعار النفط عالمياً وإنما كل ما يهمهم هو رفع أسعار البنزين حِفاظاً على جودة البنزين وعدم اهتزاز ثقة المستهلك به
