
حكايات جدتي
يحكى أن شابا وقع في حب فتاة مدهشة / بل أنها تتجاوز حتى الدهشة; كانت الارض تزهر تحت قدميها حين تمشي’
وكانت يداهاكجناحي طائر ,تختال وتتراقص والأطيار تلاحقها وتغازلها : يا لهذا االجمال! انها كفتيات الأساطير فوجهها زهرة, ويداها جناحا طائر وجسدها أنثى مفعم بالحياة.
استمات الفتى لامتلاك قلبها:أترضين أن أكون لك أبا وأخا وحبيبا?
وماذا تريد المرأة اكثر من أن يجتمع كل هذا الحنان في قلب رجل واحد!
وطار الطفل المدلل فرحا بلعبته الجميله الى أن أتى يوم ضاق بها ذرعا,
أتدرون ماذا يفعل الطفل المخرب بالدلال حين يمل لعبتة?نعم, ينهال عليها تكسيرا !!!
تقول الحكاية: ان هذه اللعبة كانت تمتلك خاصية عجيبة, حين تنكسر تعيد بناء نفسها من جديد, وكلما انكسرت تعيد بناء أجزائها من جديد,وكلما انكسرت تعيد ”””””
اصطدم الطفل العابث بالواقع :انه ضرب من الخيال! جمال وارادة وعناد, ان هذا محال! وظل يرقب فتاته وهي تكبر كل يوم بينما يقع فريسة الهزيمة والعجز.
هي تتعاظم في عيون الاخرين وهو يتضاءل , هي تنشر الفرح والأمل وهو ينكمش في عالم الاحباط والملل.
قليل من الرجال من يؤمن بفكرة الاكتمال مع امراته خاصة اولئك الذين تربوا على عقدة الفوقية والافضلية المطلقة , فيتجاهلون حقوق المراة ,ولا يرون عقلها , بل يرونها جسدا مقصورا على الخدمة والانجاب.
المهم يا سادة يا كرام: ظل الفتى المسكين منكفئا في زاوية النسيان يضمحل امام اصرار فتاته وحيويتها بينما انشغلت هي في بناء عشها قوق شجرة سامقة,فهي بجناحي طائر وهو ينظر اليها عن بعد فلا هو قادر على الصعود الى قمتها ولا هي تحلق في منخفضاته ومع مرور الايام تكونت هالة من الزجاج حول قلب الفتى الي ان تحولت الى قفص زجاجي يغطيه ,وااسفاه ! صار عجزه سجنا له , ومن ذلك اليوم والفتاة المدهشة تحوم حول القفص تنظر ألى قلبها الأسير وتحميه من الانكسار , وما زلت تحلم بفتاها وهو يغازلها ويلاحقها بين الزهور كالطيور , فهي أسطورة, وجهها زهرة ,ولها جناحي طائر, وجسد انثى مفعم بالحياة .مسكينة! ربما لا تدري أن من يعش في قفص زجاجي من صنعه, قد حكم عليه بالعدم.