أين هي السعادة! / مجد عدنان

أين هي السعادة!
مجد عدنان

لا أدري إن كان أفلاطون صادقا حين قال بأن السعادة هي فقط في الدار الآخرة!
أو أن أرسطو كان محقا أكثر حين قال أن السعاده تتمثل في صحة الجسد وعافيته من الأمراض.

جميعنا يبحث عن راحة البال، ولا أدري حقا إن كانت هي الوصف الدقيق للسعادة!

قد تتنوع لحظات السعادة فنجد منها اللحظات العابرة المؤقتة والتي ترسم على وجوهنا ابتسامة عريضة.
وقد تكون ابتسامة دائمة تستمد طيلة عمرها من القناعة والرضا.
وما بين دائمة ومؤقته هناك منطقة حرجة للسعادة!

مقالات ذات صلة

ولكن هل نحن نمتلك القدرة على الرضا والقناعة في كل الأوقات؟
هل تركيبتنا البشرية لديها من المتانة والصلابة ما يكفي لأن تقول بأننا مقتنعين ، مكتفين بما قسم الله بشكل دائم!

مهما حاولنا أن نتشبث بقناعاتنا و باتزان الشعور و بالقبول بكل ما يجري حولنا، إلا أننا قد نمر أمام حواجز سلبية من الطاقة، متمثلة في أصناف من البشر، أو ضغوطات في العمل، أو صعوبات في الحياة.
ومهما كانت ركائز القناعة بداخلنا صلبة، إلا أنه من الطبيعي أن تصبح تلك القناعة هشة و متآكلة.
ومن الطبيعي جدا أن نقول ” لو ”

قد يقول أحدهم بأن السعادة تأتي مع المال ومع توفر كل سبل الرفاهية في الحياة؛ إلا أن هذا غير منطقي البتة، فحالات الكآبة والانتحار و عدم الرضا التي يعيش بها أثرى أثرياء العالم لا حصر لها.

وقد يقول البعض أن السعادة في الصحه وراحة الجسد ، إلا أن الكثير من حولنا لا يعانون من أي مرض ولكنهم يعيشون حالة ضمور مرعبة.

ونحن في طريق بحثنا عن السعادة، نقرأ عن الطاقة الإيجابية، و عن الاقتراب من كل ما يبعث الراحة في النفس .
و نقرأ عن مفهوم ” التأقلم المناخي مع حالاتنا كلها ” وكيف أنه ينبغي علينا أن نواظب على الحمد والشكر و الامتنان في كل أمر.

الحمد والشكر لله في كل الأحوال أمر ضروري وأساسي، والبحث عن اي مصدر من مصادر السعادة غاية جميعنا يبحث عنها.
و نعلم انه يتحتم علينا أن نرضى ونشكر ونحمد.

ولكن تراها لا توجد سعادة كاملة على هذه الأرض؟!

أليس من الطبيعي ما دمنا على هذه الأرض أن نمر بالضيق والكرب.
أليس من الطبيعي أن تتراجع خطواتنا للوراء و أن نجد درب الكهولة في الأمام.

أليس من الطبيعي أن نتعثر و نتأرجح بين “نعم و ولا ”

بالتأكيد توجد سعادة في هذا الكون ، تأتي مع التصالح مع الذات، و مع الرضا والقناعة، ومع الحمد والشكر.
ولكن لا توجد سعادة كاملة على هذه الحياة.

ربما نصف السعادة هو قناعتنا أنه لا توجد سعادة كاملة في أي مكان.

#مجد_عدنان

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى