
عذرا فلسطين ….
فقد انهمكنا بتأمين قوت أبنائنا و نسيناكي أصبحت الحياة صعبة لا بل غاية في الصعوبه هذه الأيام ليكون هناك ما هو أبدى منك يا حبيبه …
نعاني بداية من قانون مالكين و مستأجرين ظالم ليس به ذرة مساواة و عدل فصل على مقاس عشرين بالمئه ليعيشوا هانئين مطمئنين على ظهر ثمانين بالمئه و يزيد كل يوم مهددين اما بطرد او برفع لا يقوى عليه غير نسبة بسيطه تكابر و لن تطول مكابرتها حتى تهوي كما هوى من قبلها .
عذرا فلسطين …
فكل شهر ننتظر رفعا للمحروقات الهانا عن جرح الأمة النازف او بللد مشاعرنا تجاهك يا عزيزه فكل رفع ينزل على رؤوسنا صواعق رفوعات أخرى حجتها ارتفاع المحروقات فبتنى البلد الأعلى في أسعار شريان الحياه فتصلبت شراييننا و جف الدمع في عيوننا عن كل ما هو خارج بيتنا .
عذرا يا قدس …
فقد تزامن تهويدك مع طرح مشروع قانون لضريبة الدخل اعمى بصرنا و صم آذاننا عن كل شئ خارج إطاره نترقب تطورات بحثه و إقراره لأنه اذا أقر بصيغته الحاليه سنتمنى ان يبقى لنا ما يسد رمق أبنائنا و عجز حساباتنا و اقساطنا .
عذرا يا أقصى …
لسنا اليوم بحال افضل من حال عبدالمطلب حين قال للبيت رب يحميه لنقول مثلما قال …
فغدا علينا فواتير كهرباء يجب أن تؤمن حتى لا نعيش بظلمة تطغى على ظلمة أيامنا ففواتير الماء ان لم تدفع سيحجز على ما تبقى من معاشات نعتاش بتاليها و هواتفنا النقاله ان لم تشحن لن نستطيع متابعة عدد من افتدوك بأرواحهم يا أقصى …
عذرا يا أولى القبلتين …
هناك نظام أراضي و ابنيه يهدد كل عائلة يقودها حظها العاثر إلى التجاوز او الخطأ إلى عرض كل حياتها في مزاد لتغطي قيمة جهلها و تجاوزها فهناك نظام لا يرحم نحتار من غاية وجوده على هذه الشاكله مثلما حيرنا وجود نظام لوحات و تراخيص بات يحملنا ما لا نحتمل ويضع علينا عبئا تنوء عن حمله الجبال .
اياااااا فلسطين
اياااااا قدس
اياااااا أقصى
لا يزال في الحنجرة اليوم باقي نفس و على اللسان بعض رطوبة تعيننا على الصدح بالمقولة المأثوره للبيت رب يحميه
ولكننا لا نعرف في الأيام القادمه وبعد ان اصبح
سائق براد نقل الفراوله يخالف وتحجز رخصه لانه لا يحمل شهادة صحيه و سائق سيارة البنزين يوقف على الطريق و يعامل معاملة سيارة الديزل في فحص الدخان و تحجز رخصه لانه البنزين الذي عبأه غير نظيف و كأنه أتى به من بئر الوالد و ابن الثامنه عشر الجالس على كرسي الدراسه او العاطل عن العمل يجب أن يحمل رقما ضريبيا يقدم بموجبه إقرارا ضريبيا عدم تقديمه يفرض عليه ضريبة قدرها مئة دينار وغيرها و غيرها من ما بتنا نعاني و يلهينا عن اقرب الناس الينا .
عذرا فلسطين …
عيوننا شاخصة و ارواحنا معلقة بوطن لا نريد أن نفقده كما فقدناكي مع اختلاف الظروف و الأسباب فوطننا الان يضيع بخطه اقتصاديه لا يظن عاقل أنها وجدت لسبب غير تدميره فالاسواق فارغه من كل ما نستورده بسبب رفع الضرائب لا سيارات ولا كهربائيات و لا أدوات صحيه يجرؤ أحد على إدخالها لان الجميع متخوف من بيعها بأسعار تزيد من أربعين إلى خمسين بالمئه عن أسعارها السابقه …
ايااااا ثالث الحرمين …
لا نعرف ان جد جديد هل تسعفنا حناجرنا و السنتنا ام ان الحياة ان اشتد ضنكها أكثر من ذلك سيكون لنا قول آخر أضعف و أكثر تسليما و استسلاما …
فعذرا فلسطين
وسيم رشاد المسعد