
نفس النهج :
و كأنما كتب علينا الخوف
خوفنا من الفرح ،خوفنا من القادم ،خوفنا من الغريب
كيف لا و منذ كنّا اطفال صغار ،تعددت شكليات الخوف لدينا ، من التخويف من الغرباء ،الى التخويف من البعد و البعيد ،و حتى من كثافة الأشجار ،و تملّك الخوف من أدمغتنا حيزاً كبيرا ،اصبح يفوق حجم طموحنا ،و يحد من تجاربنا الشخصية .
بالأمس راقبت طفلا ينظر من خلف الزجاج للخارج و اذ بأمه تنهره و كأنه ارتكب إثماً ، و هذا هو حال الانسان في الوطن العربي ،دربته الحكومات على الخوف حتى اضحى قليل التجربة ،و عديم المجازفة ،و كأنها كانت تصنع منهج لكي تحمي نفسها من تجارب و طموحات الشعوب .
في احد الفصول المدرسية في احد القرى سال اخد التلاميذ معلمه سؤال و لم يعرف الأستاذ الجواب ،فمنع الأسئلة خوفا من الاحراج ،و اذا ما سال الطالب وقع عليه العقاب ، فما مر شهر حتى تدنى مستوى الطلاب ،فما كان من مدير المدرسة الا ان يفتح مجالا للدروس الإضافية عند نفس الأستاذ ، و كانما هي عهدة جديدة ،فاذا ما فاض بالقرية ،يتم تغيير الأستاذ و يبقى النهج .