الجزائر تُنعي قادتها.. / محلي الحاج

الجزائر تُنعي قادتها..

20 كانون الأول ديسمبر 2016 : السلطات العليا في الجزائر، تقرر تمديد عطلة الشتاء، الخاصة بتلاميذ المدارس العمومية، درءا لنوايا التآمر على إسقاط النظام، حسب معلومات استخباراتية ،والتي كان من مؤشراتها، خروج مسيرات حاشدة لأطفال درعا، أقصد بجاية، تنديدا بتقليص عطلتهم…؟
أما بعد:
في خضمّ قرارات ديبلوماسية، واقتصادية، واجتماعية، وتربوية،إرتجالية، إعتباطية، تكون رسائل السلطات الجزائرية داخليا، وخارجيا، بأسس الدجل والتدليس.
محاولات بائسة، يائسة، لشحن خواطر منكسرة، وتلبيس بصائر نيّرة، تفنّدها شواهد الأرض، والسماء، داست كل الأعراف السياسية، والديمقراطية، وحتى المعايير الأخلاقية، بتوشّح الكذب تارة، والتبجّح بمواقف الأنذال، تارة أخرى، وهو ماحدث مثالا، لا حصرا، في ملف حلب السورية، مؤخرا.
مزاعم بالبذل، والعطاء، لإعلاء شأن الوطن، والقرينة الرسمية، الدامغة، المُروّجة دون حياء “عقيدة الجزائر، ومواقفها التاريخية الثابتة”، فعن أي عقيدة،وعن أي تاريخ يتحدث هؤلاء، والجزائر الحمراء، منكوبة ومنذ 6 عقود وأكثر، ففي عزّ ثورتها، تناجز إخوة القضية الواحدة، وتناحروا، وتعاهد علياؤهم، على أحقية المناهج، والمناصب، والحقائب، وكان لهم ما أرادوا، واليوم تدفع الأرض الطيبة، تراكمات الإفك، والخيانة، من أول رئيس مدني، إلى آخر أنبياء عزة البهتان، وكرامة القطيعة مع الحرية، والديمقراطية، وعمل المؤسسات الدستورية، لتتظافر جميع جهود البطون المدنية، والعسكرية، في تصدر المشهد، ولتتكلل جهودهم، بنظام شمولي منغلق، لا صوت يعلو فيه، على صوت الرؤية، الأحادية، البغيضة.
حكام الجزائر، وبعدما عمّ الإسفاف، والاستخفاف، يكابرون، ويخططون، في لحظات عسيرة، استشرافا لقطع الطريق، أمام شارع محتقن، محتنق، قد يخلط الأوراق على حين غرّة ،خاصة وأن حملات التسويق، والتلفيق، المفضوح غير الأنيق، لم تعد سالكة، رغم دسائس السم، في دسم إعلامي، وحزبي، ومدني، موجه بإتقان، لصناعة مشاكسة، تُناغي التهوين، وتلهج بلغة التوهيم، وذلك بقذف المخلصين، وضرب الممانعين.
معارضون شرسون، من إعلاميين، وناشطين، وحقوقيين، تبخرت فرص تحجيمهم، وتخوينهم، بعد اندثار طقوس تنويم الشعب، بإنعاش الجبهة الاجتماعية المنقذة، الأمر الذي لم يعد ممكنا، والجزائر تتسوّل، وتتوسّل المساعدة،وتلهث وراء النصيحة قبل الفضيحة.
قادتنا، الظاهر منهم، والمستتر، صاروا رهائن فضائح، مغامرات المزايدة، ومقامرات الاستغفال.
دعايات مغرضة، واستجداء بدعابات مقرفة، تلتمس تجديد البيعة، لمزيد من الاغتراف، بعد أن طُعنت الشرعية الإنتخابية ،والتاريخية، معاول إلحاق الذّل والشماتة بالجزائر.
الجزائريون مستاؤون، من أجندات تسخر من العرض، وتتوق لإهانة أرض الشهادة، ونعي سيادتها، في مسارات شعبوية، استقرت، وسرحت دهرا، بكل تطلع حضاري مشروع، فبدّدت الأموال، وخيبت آمال الأجيال.
اكتملت الصورة، وانفرط العقد، في انتظار أن يُطلّ علينا سيدنا، المتوّج بالإنجازات، ولو بكلمات مقتضبة، او إيماءات ذات معنى، وهو الذي طالما استرسل في الشرح، والتشريح، بحسم البيان، المذيّل بسماحة الوجدان، ولذاعة اللسان، على مدار أعوام، وأعوام.
حاج محلي ـ الجزائر

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى