أحلام اليقظة!!! / د . ناصر نايف البزور

أحلام اليقظة!!!

يقول الكثير من علماء النفس أنّ ما يعجز الإنسان عن تحقيقه أو نيله على أرض الواقع المُعاش نتيجة استحالته أو تغليب صعوبته يتمّ تحقيقه حتماً في عالم الأحلام و النعاس و الناس نيام بأبعاده الثلاثية ال 3D 🙂 و هذه هي خلاصة تجربة الشاعر جميل بثينة الذي حُرِم من رؤية معشوقته فقال:
و إنّي لأهوى النوم في غير حينه…
لعلّ لقاءً في المنام يكون…
تُحدّثني الأحلام أنّي أراكم…
فيا ليت أحلام المنام يقين
لذلك فمعظم أحلام العرب شيباً و شُبّاناً تنحصر في رؤية أكوام المال و حسناوات النساء و موائد الطعام… 🙁 و المصيبة أنّ هؤلاء الحالمين يقومون بعد استيقاظهم بالبحث عن أشخاص يُعبّرون و يُفسّرون تلك الأحلام مع أنّ معظم تلك الأحلام ما هي إلاّ تجسيد عقولهم الباطنة لِما هُم محرومون منه… 🙁
يعني يا معلّم إذا رأيتَ بقرة في المنام فلا تحاول إقناع نفسك برمزية البقر أصفراً أو أسوداً، صغيراً أو كبيرا، بلدياً أو هولندياً و ما يُمثّله من غزارة في الرزق و فيض في العطاء ينتظرك في القريب العاجل … 🙁 فهذا الحلم ما هو إلاّ تجسيد لشهوتك و رغبتك المكبوتة بأكل اللحم الطازج الذي حُرِمتَ منه لعقود و لم تعُد تراه سوى من وراء زجاج “الملحمة” 🙂
“اشِلكوا” بطول السالفة، ففي مشهدٍ هستيري استوقف العشرات من المواطنين في عمّان سائق تكسي بالكاد يُشبه الراحل صدّام حسين و راحوا يهتفون بحرارة “صدّام حسين” ارفع ايدك يا صدّام…!!!
و بغض النظر عن تقييمنا الشخصي لصدّام المجيد كبطل أو كطاغية، فهذاّ المشهد يُبرهن كيف بات المواطن العربي يتعلّق بأيّ خيال و سراب للهروب من واقع اليأس و الفقر و الذل الذي وصل إليه… 🙁 يُريدون وجود أو صُنع المخلّص سواء كان هذا المخلّص هو شبح صدّام أو خرافة سوبرمان أو حتّى غموض زورو 🙁 يجب أن تعلموا أنّه لن يعود صدّام من القبر ببدلته العسكرية و سيجاره؛ و لن يظهر سوبرمان ببدلته الزرقاء من بين ناطحات السحاب و لا زورو بقناعه الأنيق من النفق المظلم على صهوة جواده الأسود… 🙁
يا قوم مَن أراد التغيير فليبدأ بنفسه و بعائلته و بمحيطه و لسوف تتغيّر الأحوال بإذن الله و لسوف “يستجيب القدر”…!!! لا تحلموا و لكن اعملوا و اعلموا و أعملوا عقولكم…. فشتّان ما بين حالِمِ هامل و عالِمٍ عامل 🙂
صباحكم بركة، و صلاح، و إصلاح، و علم و عمل… صباح الوطن الرائع ….

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى