إشكالية العودة للجامعات..!

إشكالية العودة للجامعات..!
د. مفضي المومني

نعود أم لا نعود للجامعات، وجاهي أم عن بعد، أسئلة تتكرر هذه الأيام… والإجابات مكررة ومتضاربة ومبهمة، وقد لا نلوم صانع القرار، وزير التعليم العالي ومجلسه لا يستطيعوا أخذ القرار بمعزل عن وزارة الصحة ولجنة الأوبئة، تجربة العودة للمدارس لم تنجح والتندر بأن العودة هي لإتمام دفع الأقساط في المدارس الخاصة، ومن ثم نعود عن بعد يتداوله الناس..!، النسب للطلبة العائدين متفاوته وقليلة جدا للمراحل العليا، تبقى المدارس بيئات جغرافية واحدة من ناحية الوباء وإنتشاره، أما الجامعات فالموضوع مختلف، الطلبة من بيئات جغرافية مختلفة، وهذا مقلق جدا من الناحية الوبائية، وليس سهلا إختلاط الطلبة ضمن حالة وبائية غير معروفة أو مستقرة، ولا يحسد صانع القرار… فهو تحت ضغط الأهالي والرأي العام، وتحت ضغط الطلبة، وتحت ضغط المسؤولية وإنكشاف محدودية النتائج للتعليم عن بعد، وتحت ضغط الوباء الذي لا يعرف منطق أو حدود، وفي ظل كل هذا قد يكون السيناريو الأفضل؛ العودة للدوام كما كان في الفصل السابق بالنسبة للجامعات، إذ لا يمكن الإعتماد حاليا على الوضع الوبائي والذي يأخذ منحنيات وتحورات غير معروفة، ونسب التطور الوبائي السلبية ما زالت لا يعتد بها، ولا تريح صانع القرار ليقرر العودة للوجاهي، وقد تكون مجازفة غير محسوبة إذا قرر عكس ذلك، سيما وأن أعداد الطلبة في الجامعات وخاصة الحكومية كبيرة وتفوق الطاقة الإستيعابية، ولم تقم الجامعات بعمل خطط للدوام وضغط المحاضرات او توزيع الدوام على أيام، البرنامج الدراسي المطروح للفصل الثاني هو ذات البرنامج للفصل الأول، مواد التخصص في الجامعة صباحي تحول لتعليم عن بعد قبل بداية الدوام، ومواد المتطلبات مسائي اونلاين وتبقى على حالها، إذاً لم تجهز الجامعات خطط دوام بديلة، وهذه تحتاج ربما لتشريع إذا تم تعديل وقت المحاضرات وجدولتها الجديدة بما يتناسب مع دوام الطلبة ضمن بروتوكولات صحية، ولا ننسى أن تحقيق التباعد لشعب كبيرة بالمئات لا تتحملة سعات القاعات الدراسية المتوفرة ولا الأيام المتاحة..!.
سنتكلم كثيرا، ويخرج علينا المسؤولين بسيناريوهات مختلفة بما يخص دوام الجامعات، ونؤكد على الإدماج وأن التعليم الإلكتروني عن بعد هو ظالتنا التي (ضاعت ولقيناها)… الواقع وأقولها وانا مرتاح الضمير، ندرس عن بعد، بعضنا يقدم تعليم تفاعلي والأغلبية لا..! الطلبه غياب بنسب عالية وبعضهم بين نائم، أو فاتح النظام ومنصرف لشأنه..! الإمتحانات وهنا الطامة الكبرى، يتم إستئجار من يحلها، أو من خلال قروبات أو مراكز حل الأسئلة بالخدمة المدفوعة، والطلبة الذين لا يفعلون ذلك إما المتميزون وهم قلة أو من ليس لديهم مال أو أحد يساعدهم، والنتيجة علامات تساوي علامات الغش في الامتحانات الوجاهية، إلا من رحم ربي..! وهم قلة صراحة.
التعليم عن بعد قد ينجح في دورات قصيرة وضمن ضروف مقننة، أو لتطوير الكفاءة، أما أن يعمم وبالصورة التي مارسناها رغم بعض النجاحات فلا أظن أن في ذلك حكمة أبداً، إلا لضرورة كما حصل.
التعليم التقليدي ورغم أنه لا يخلو من السلبيات يبقى الأساس الذي يرتكن إليه عندنا وفي جامعات العالم، وإلا بماذا نفسر عدائنا الكبير للتعليم عن بعد وعدم إعتماده في نظامنا التعليمي قبل الكورونا..!
نعم قد نحتاج لتعليم مدمج ضمن محددات وقد يكون منها التعليم عن بعد التفاعلي، وان تكون الإمتحانات وجاهي داخل الحرم الجامعي، وغير ذلك… .ولكن من التجربة، التعليم الإلكتروني عن بعد يمكن وصفه بأن؛ هنالك تعليم ولكن ليس هنالك تعلم… !
أعتقد أننا بحاجة للعودة للتعليم الوجاهي، ولكن ضمن المعطيات القائمة أعتقد أنه من الأفضل الإستمرار بنفس ما تم في الفصل الماضي، مع إعادة النظر بطريقة الإمتحان، إلى أن ينحسر الوباء ونتمكن من الموافقة بين الدوام الوجاهي والمتطلبات الصحية وضمانها… نرجو الخير والنجاح لطلبتنا ولتعليمنا العالي والعام… حمى الله الأردن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى