المهرجانات المسرحية في الأردن.. بين الكثرة والحاجة الإبداعية …شعب مسرحنجي

عمان – بترا – يكاد يكون الأردن البلد الوحيد في المنطقة الذي تقام فيه كل عام أربعة مهرجانات دولية متخصصة فقط بالفنون المسرحية هي :المسرح الاردني , ايام عمان المسرحية ، المسرح الحر، وعشيات طقوس المسرحية.
مدير مديرية المسرح والفنون المخرج المسرحي عبد الكريم الجراح يقول : « ان فكرة المهرجانات فيما يتعلق بوزارة الثقافة تأتي تحت عناوين محددة ومن خلالها يتم استهداف شريحة معينة من المخرجين أو فئة المتلقين « .
ويشير لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) الى المواسم المسرحية ومنها موسم مسرح الشباب الذي يتيح الفرصة للشباب الاكاديميين لتقديم تجاربهم وبالتالي يتم الكشف عن المواهب الجديدة والطاقات المهمة ورفد الحركة المسرحية في حين يهتم موسم مسرح الطفل بفئة الاطفال بهدف ايجاد جيل جديد من الجمهور الذي يتقبل المسرح ويقبل عليه بذائقة جديدة .
وينوه الى ان مسرح الكبار والمحترفين يهدف الى ايجاد مناخات مسرحية حقيقية للمخرجين المحترفين ويتيح تبادل الخبرات بين المسرحيين الاردنيين والعرب والعالميين لتحقيق التواصل والانفتاح على المسرح العربي والعالمي ومن خلال هذا المهرجان تتاح الفرصة للمتلقى الاردني لمشاهدة المسرح والتعرف عليه .
ويقول المخرج المسرحي حكيم حرب بصفته فنانا مسرحيا ومديرا سابقا لمهرجان المسرح الأردني انه بلا شك يوجد للمهرجانات أهمية في الحياة الثقافية والفنية في كل مكان , لكن شرط أن لا يتم الاكتفاء بها وحدها .
فالمهرجانات وحدها وفقا له لا تصنع حالة ثقافية وفنية ويجب ان يواكبها العديد من الفعاليات والعروض على مدار العام حتى نستطيع أن نكون فاعلين ومؤثرين والا أصبحت ثقافتنا كرنفالية ذات طابع احتفالي يهتم بالأضواء والاستعراضات فقط أو ثقافة مناسبات ومواسم غير قادرة على أن تخلق شعبا مثقفا , فالكاتب الروسي انطون تشيخوف يقول أعطيني مسرحا أعطيك شعبا مثقفا , ولم يقل أعطني مهرجانا».
ويضيف حرب :» لا أبالغ اذ أقول أن الكثير من المهرجانات يتم تنفيذها وعرضها في اطار ثقافة الفزعة ودون وجود استراتيجية ثقافية أو رؤية واضحة لها , ودون أن يحقق المهرجان أي حالة تفاعل مع المواطنين ويبقى حكرا على مجموعة من المشاركين أنفسهم وبعض الضيوف الذين ينفق عليهم مبالغ مالية طائلة جراء استضافتهم في الفنادق ودفع تكاليف تذاكر سفرهم من والى بلدانهم» .
ويقول « ان المهرجان ينتهي بينما المشكلة تبقى قائمة , فلا الحالة الفنية تطورت ولا تم تجسير الفجوة بين المسرح والمتلقي ولا حقق المهرجان فرص عمل حقيقية للفنانين , وهكذا يصبح المستفيد الأول والأخير من المهرجان حفنة من الموظفين أعضاء اللجان التنسيقية الذين يتقاضون اجورا ومكافآت مجزية على عملهم ذي الطابع الاداري والوظيفي بعيدا عما يمت للأبداع والفن بصلة» .
ويقول المخرج المسرحي والاكاديمي الدكتور محمد الرفاعي «انه وعلى مر السنوات العشر الماضية وهو متابع او مشارك في اغلب المهرجانات الثقافية والفنية والاقتصادية التي تقام في المملكة وبعضها نجح والبعض الاخر فشل وبعضها لم يشعر به احد».
لكن تبقى المشكلة كما يضيف الرفاعي انه لم يتم التركيز فيها على الفنان الاردني معربا عن اسفه لان الفنان الاردني لم يعط التقدير من المهرجانات الاردنية , ويجب ان يكون هو الاساس مع الاحترام لكل الضيوف , وان تقديرنا لفنانينا يعطيهم الدعم المعنوي في المهرجانات الاخرى.
ويبين ضرورة تواصل اقامة المهرجانات الفنية والثقافية لتعظيم الاسباب التي نوه اليها سابقا مطالبا بمأسسة هذا الموضوع من خلال ايجاد هيئة او مؤسسة خاصة لهذا الغرض ولا مانع من تخصيص ورصد المبالغ اللازمة لذلك ليكون بعيداً عن اسلوب التجارة وأن تناط مسؤولية وادارة هذه المؤسسة او الهيئة من قبل اصحاب الخبرة والمشهود لهم بالعطاء .

أ.ر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى