فرح مرقه: “عنتريات فارس أردني” فيلم في طريقه للبرلمان ورئيس الانتخابات يثور للغة بدلا من الصناديق المسروقة.. الزوجات “تزغرتن” لطلاق جولي

فرح مرقه: “عنتريات فارس أردني” فيلم في طريقه للبرلمان ورئيس الانتخابات يثور للغة بدلا من الصناديق المسروقة.. الزوجات “تزغرتن” لطلاق جولي انتصارا لتراث فاتن حمامة.. وشيخ مصري يحسس على رأسه في قناة المحور بعد سماعه خبر حتّر..

تحوّل رئيس الهيئة المستقلة للانتخاب في الاردن الدكتور خالد كلالدة سابقا من طبيب الى سياسي ومعارض ثم الى وزير ولاحقا الى رئيس للانتخاب، إلى ان وصل على شاشة التلفزيون الاردني ليصبح “عالماً لغويّاً” ويرفض مفردة “رغم كل ما حدث”.

ثارت ثائرة الدكتور كلالدة على جملة كلّنا استخدمناها بعد تصاعد حادثة “سرقة الصناديق” في بدو الوسط كشرخ حقيقي في العملية التي تغنّينا فيها خلال يومين من عملية الاقتراع والفرز، خصوصا بعد تضارب وتغيير وتحريف الروايات كل “نص يوم”، على طريقة المسلسل اللبناني الذي اشتهر في رمضان الماضي.
المهم ان الكلالدة وبعد أن وجد نفسه في زاوية الاسئلة التي طرحتها مذيعة برنامج ستون دقيقة الخبيرة في البادية الوسطى، قرر أن يحتج ويرفع صوته على استخدامها كلمة “رغم كل ما حدث” وهي تختم البرنامج بشكر هيئته وما قدمته من أداء “رغم كل ما حدث” بدلا من ان يثور على فكرة السرقة ذاتها.

بالنسبة للكلالدة، فكل من عرفه يدرك انه يعلم معنى سرقة صناديق البادية، والتي لو كان لا يزال معارضاً إذ حصلت لكان على رأس المعتصمين والمحتجين ولكن “رغم ذلك” ها هو يرفض الاعتراف وهو حقّه باعتباره يعلم تماما ان رهانه على انتخابات اجراءاتها تامّة وسليمة باء بالفشل.

مقالات ذات صلة

الاهم أن سؤال مذيعة البرنامج ذاته “من سرق الصناديق؟” وتلاعب بكل العملية الانتخابية وهتّك بهيبة الدولة، سيظل بلا إجابة وغالبا إن تمت اجابته كما وعد الكلالدة سنجد انفسنا امام ربع اجابة ان لم تكن النسبة أقلّ.

**

بمناسبة الحديث عن البرلمان الجديد، فها هي قناة رؤيا تبث تقريرها حول العيار الطائش الذي تسبب بوفاة فتاة بعمر الزهور برصاص “فرح” وابتهاج لنجاح النائب المغوار يحيى السعود، والذي كان يتمايل على فرس ابيض لا نعرف سرّه في ازقّة حي الطفايلة الضيقة بينما كان يطلق كل مؤازريه العيارات النارية.
“عنتريات” السعود وغيره، متوقعة طبعا في البرلمان المقبل كما كانت قبلا- وان كانت نجمة “الفرع النسائي” في الاشكالات البرلمانية هند الفايز خارج السباق اليوم- الا انها هذه المرة بدأت مبكرا والاخطر ان احدا لم يتحدث عن تسليم مطلق الرصاص للأمن.

مكتوب البرلمان 18 “باين من عنوانه” على رأي اخواننا المصريين، ولكني سأميل هذه المرة لـ “القعدة على الحيطة وسماع الزيطة” اكثر من الحكم المسبق.
“الله يجيرنا من الجاي”!

**

تزغرت قلوب كل الزوجات التقليديات والفتيات المتخمات بالافلام المصرية القديمة، وهن يتابعن طلاق نجمي هوليوود براد بيت وانجلينا جولي، تحت شعار “عملها يرتدّ عليها”؛ وتبدأ التحليلات التي ظنناها انقرضت على زمن جداتنا، ورحلات التذكير بكونها هي من خطفته من زوجته الأولى وان عليها ان “تذوق ذات الكأس″ الذي اذاقته لنجمة مسلسل “فريندز″ ريتشل، زوجة بيت الأولى.

كل التحليلات على طريقتنا العربية الذكورية تذهب طبعا للشماتة بجولي، الا ان احدا لم يتطرق للنجم “المزواج” خاطف قلوب الجميلات، بسوء او شر باعتباره “اختُطِف” عنوة.

الاهم ان الاسقاط الفيلمي من افلام فاتن حمامة وحتى “جعلتني مجرما” على حالة طلاق النجمين بدت واضحة حتى ان عبارات التشفّي الغريبة اشعرتني بأن جولي بعد الطلاق لن تخرج من البيت وستندب حظّها تماما، وسيغلق المستقبل ابوابه في وجهها كما لو انها لم تكن يوما نجمة هوليوودية عظيمة وانسانة تحمل هموم اللاجئين حيثما ذهبت.

لن أذهب لكل الفلسفات التي من الممكن ان تقال في الموقف، من نبذ الذكورية والفيمينيستا ومعارضة الصور النمطية، وكره التدخل بحياة الاخرين الشخصية والمطالبة بالانتظار لحين معرفة القصة الحقيقية، ولكني بصراحة توقفت عند منطق واحدة من نجمات التشّفّي اللاتي ملأن “السوشال ميديا” وهي تشير على جولي بأكل المحاشي حتى لا يتركها بيت..

لم افهمه ابدا.. فهل بات الطريق الاقرب لقلب الرجل “معدتنا”؟!

**

يحسس شيخ مصري على رأسه كما فعلنا جميعا بعد حادثة اغتيال الكاتب السياسي المتطرف في اليسارية ناهض حتّر، الامر الذي اظهره على شاشة المحور وهو يتذكّر ان الحالة معكوسة اليوم في مصر وليست كما الاردن.

في الاردن لا زال لدينا من يبرر قتل كاتب سياسي بالدين الاسلامي وباعتباره مثير فتنة، بينما الشيخ على قناة المحور فقد تناول الحكاية باعتبار العكس ما يمكن ان يحصل وهو يذكّر بكم وقف الشيوخ على حافة القتل بسبب آرائهم في فترة الحكم الاخيرة.

الرجل لم يدرك تماما ما عليه ان يقوله غير ان على القضاء ان يأخذ مجراه وان على الجميع ان ينتظره، الامر الذي كان الاردنيون بمعظمهم يقولونه الا اولئك الذين لم يدركوا ما أدركه الشيخ بعد.

بالمحصلة، لم ولن يبرر أحد لحتّر مواقفه بعد الآن والتي في جلّها كانت مخالفة لكثر من الأردنيين فهو كاتب بطبيعته جدلي واشكالي، ولكن بذات الطريقة اعتقد ان احدا لا ينبغي له تبرير القتل دون قضاء ودون احتكام لقوانين الدولة.

بعيدا عن المحطات المختلفة والتي طُرد مراسلوها من اعتصام اهل المتوفى والتي كانت منها العربية والجزيرة، سأقف فقط مع الشيخ المصري على قناة المحور وهو يطالب الجميع بالانشغال بنفسه وعدم الذهاب الى محاكمة احد بسبب رأي له او موقف فما يحصل مع مسيحي او مسلم سيحصل مع الاخر بكل الاحوال، واذا سُمح بتمرير انتهاك حرمة المحكمة هذه المرة فسننتهك كلنا في القريب العاجل..
حمى الله بلادنا جميعا ووقانا الفتن..
*كاتبة أردنية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى