تتن هافانا / رائد عبدالرحمن حجازي

تتن هافانا

بينما كان أبو عطية مع أحد المشترين والذي كان برفقته لكي يريه قطعة أرض له , كان قد عرضها للبيع , وإذ خلوي المشتري يرن ليقطع عملية المساومة بينهما . استأذن المشتري بلطف كي يرد على المكالمة . وبطبيعة الحال سمح له أبو عطية بكل سرور . وقصرياً سمع أبو عطية نصف المكالمة , حيث كانت كالآتي :-
المشتري : هلا معاليك
معاليه : ……
المشتري : صدقني ما بقدر , قاعد بدور على قطعة أرض ومعي صديق لي
معاليه : ……
المشتري : خلص مثل ما بدك معاليك , هيني جاي أنا وصديقي
أنتهت المكالمة .
عادا لعملية المساومة , وبطبيعة الحال المشتري يريد أن ينقص من الثمن وأبو عطية متمسك بالسعر الذي أعلنه . ثم تغير مسار المفاوضات بينهما حيث قال المشتري : اسمع هسع بنروح بنتغدى عند معاليه , وبعد الغدا بفرجها الله .
أبو عطية : اي غدا !
المشتري : ئي ما سمعت بإذنك شو قال معاليه ؟
أبو عطية : شو قال ؟
المشتري : قال جيب صاحبك وتعالوا
بصراحة أبو عطية حاول التنصل من هذه الدعوة , ولكن الظروف كانت أقوى منه . فعملية البيع شبه تمت بما أن فرق السعر بينهما ليس كبيراً , والمشترى وصف أبو عطية لمعاليه بانه صديقه . لذلك ابو عطية قال في نفسه : يالله يا ولد منها بتكمل البيعة ومنها بتكسب الغدا عند معاليه .
سيارة المشتري توقفت أمام بوابة حديدية كبيرة لمبنى ضخم , وما هي إلا لحظات حتى تحركت البوابة كهربائياً . أبو عطية وهو في حالة ذهول قال : ئي من هو فتح الباب ؟ ضحك المشتري وقال له : هاي بوابة عالكهربا وفي عليها كامرة . أبو عطية لم يناقش بل اكتفى بما سمع كي لا يظهر أمام المشتري وكأنه غشيم .
بعد تناول الطعام اتخذ المشتري مكاناً بين الحضور وأجلس أبو عطية بجانبه . حيث دارت نقاشات وأحاديث معظمها لم يكن أبو عطية يفهم منها شيئاً سوى تلك المبالغ الخيالية التي كانوا يتداولونها في أحاديثهم . فهذا قام بشراء عقار , وذاك باع أسهم , وآخر قام بتأسيس شركة قابضة برأس مال كذا وكذا … الخ . وفي هذه الأثناء تقدم شاب ليقطع حالة الذهول عند أبو عطية ومعه صندوق خشبي مُصدّف وقال له : تفضل . فرد عليه أبو عطية وقال : لا شكراً خيوه أني معي سُكري وما بقدرش عالحلو . ضحك كل من الشاب والمشتري كونهما الأقرب لأبو عطية , أمال المشتري رأسه وهمس بإذن أبو عطية وقال له : خذ لك حبة هاظ سيجار هافانا . أبو عطية حاول أن يتدارك الموقف وقال وهو يتناول السيجار : هههههههه والله حسبته بظيف بحلو , ما انتبهت شو في جوات الصفط .
شرع الجميع بإشعال سجائرهم بعكس أبو عطية الذي راح يتأمل ذلك السيجار الغريب والعجيب بالنسبة له . فهو معتاد على تدخين الهيشي . لذلك تظاهر بأنه يريد أن يُشعل السيجار وبحركة سريعة وضعه في الجيب الداخلي للجاكيت ,على أمل أن يُدخنه لاحقاً في بيته وعلى راحته , بعدما تعلم من الحضور طريقة مسكته وإشعاله وتدخينه .
ملاحظة : أغلى سيجار في العالم ثمن السيجار الواحد منه (800 ) دينار أردني , أي ما يُعادل ( 1150 ) دولار . يعني أبو عطية معه حق يخبيه !

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى