
سواليف
نقلت صحيفة “ae:24” الإماراتية عن ما اسمته مصدر أردني مطلع بأن الأردن يرى في سقوط مدينة الشيخ مسكين في درعا والقريبة من حدوده، انقلاباً للضمانات الروسية للأردن في سوريا، والتي يجري على أساسها التنسيق العسكري بين البلدين.
وحسب ما نقلت الصحيفة فإن “هذا الانقلاب من وجهة نظر الأردن يشكل خطراً كبيراً على حدودها، ما يفرض إعادة الحسابات والترتيبات مع هذه القوة من جديد”.
مسؤول كبير
وتنسب الصحيفة إلى المصدر قوله أن الانزعاج الأردني ظاهر للعيان، بعد أن أرسلت مسؤولاً كبيراً إلى العاصمة الروسية موسكو قبل يومين، بالتزامن مع وجود وزير الدفاع السوري فيها.
كما رجح هذا المصدر أن يجري المسؤول الأردني مباحثات مع الجانب الروسي تتناول ما حصل في “الشيخ مسكين”، وضرورة إعادة الترتيبات بين الدولتين من جديد، إذا ما أرادت روسيا الاستمرار بالتعاون والتنسيق العسكري بينهما.
واعتبر المصدر بأن سقوط مدينة الشيخ مسكين إعلان عسكري بسقوط الترتيبات العسكرية والأمنية التي عمل الأردن طوال الأزمة السورية على تثبيتها بالقرب من حدوده، وبتنسيق مع الجانب الروسي.
علاقات وطيدة
ويتمتع الأردن بعلاقات وطيدة مع فصائل الجيش الحر وأبناء العشائر السورية الحدودية، ويقوم بتدريب وتسليح أبناء هذه العشائر، للدفاع عن أنفسهم والحيلولة دون وصول داعش إلى الحدود الأردنية السورية. ويتخوف الأردن احتدام المعارك في الجنوب السوري إلى ارتفاع أعداد اللاجئين على حدوده بشكل كبير، ما سيعرضه إلى ضغوط دولية كبيرة لفتح حدوده أمامهم، كما كان يفعل في السابق، وهو الأمر الذي أصبح يكتسب درجة عالية من الحساسية الأمنية، خصوصاً بعد أن توفرت لديه معلومات بوجود أشخاص ينتمون أو يتعاطفون مع تنظيم داعش الإرهابي، ويندسون بين اللاجئين العالقين على حدوده ويقدر عددهم بنحو 20 ألف لاجئ.
تنسيق عسكري
وكانت الدولتان الأردن وروسيا بدأتا في أكتوبر(تشرين الأول) من العام الماضي تنسيقاً عسكرياً في الجنوب السوري، فرضته على الدولتين الأوضاع الأمنية والعسكرية المتدهورة على الحدود الشمالية للمملكة، خاصة وأن هناك تخوفاً من وصول تنظيم داعش الإرهابي إلى الحدود الأردنية.
وتتقاطع أهداف الأردن وروسيا في الجنوب السوري فقط في محاربة داعش ومنع تمددها في المنطقة، غير أن هذه الأهداف تفترق عندما يتعلق الأمر بباقي الفصائل السورية المسلحة.
وكان وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية الدكتور محمد المومني أكد في تصريحات صحافية أن آلية التنسيق العسكري بين الأردن وروسيا تأتي بشأن الأوضاع في جنوب سوريا، وبما يضمن أمن حدود المملكة الشمالية واستقرار الأوضاع في الجنوب السوري.
أصوات انفجارات
وعادت أصوات الانفجارات الشديدة داخل الأراضي السورية من جديد ثير الرعب والقلق لدى سكان المناطق الحدودية الأردنية، خشية تساقط القذائف العشوائية عليها بعد شهر من الهدوء، وفق عدد من سكان هذة المناطق.
وحسب سكان البلدات الحدودية الاردنية فإن أصوات الانفجارات كانت الأشد منذ شهر، حيث سمعوها بوضوح ليلة أول من أمس، لافتين إلى مشاهدتهم ألسنة النيران داخل الأراضي السورية.