كشفت شبكة “ #سي_إن_إن ” الأمريكية عما قالت إنها #فظائع لم يسبق توثيقها داخل قطاع #غزة المحاصر، والتي تكشفت من خلال قصة فتاة فلسطينية تدعى”ربى أبو جبة”، وكيف أدى القصف الإسرائيلي العشوائي إلى مقتل نصف عائلتها في غزة خلال غارة جوية.
وقالت الشبكة من خلال التقرير الذي كتبته مراسلتها “جومانا كرادشة” إن الفتاة ربى أبو جبة، البالغة من العمر 18 عامًا، كانت المفتاح لكشف #الفظائع التي كانت مخفية في الظلام حتى اليوم.
إّذ أصيبت ربى في إحدى الهجمات، وقدمت القليل من الأدلة حول ما حدث لها ولعائلتها.
وتعقبت الشبكة 7 ناجين، وجمعت مقاطع فيديو وصورًا عبر الأقمار الصناعية وبيانات صحفية عسكرية إسرائيلية – وتحققت من محتوى وسائل التواصل الاجتماعي.
كما تحدثت مع خبراء المقذوفات والطب الشرعي – ما سمح بجمع أدلة وتفاصيل عن ليلة “موت ورعب دموية وسط النيران العسكرية الإسرائيلية المكثفة والعشوائية، التي خلفت قتلى مدنيين.”
واقعة مروعة
وقال التقرير إن مصور “سي إن إن” خرج بعد أسبوع من الضربة للتصوير كما كان يفعل كل يوم على مدار شهور، وكان من أوائل الذين وصلوا إلى هذه المنطقة بعد انسحاب القوات الإسرائيلية منها مباشرة.
وكان ذلك اليوم 14 يناير، الذي عثر فيه على آثار #جريمة مروعة ومن بين ما تم العثور عليه في وسط هذا الدمار هو هوية ربى أبو جبة.
وأشار التقرير المصور إلى المكان الذي أصيبت فيه ربى بجروح خطيرة والجثث التي تعود لبقايا عائلتها.
وقال التقرير إن اللقطات كشفت عن القوة الوحشية التي أطلق العنان لها هنا والناس يتحدثون عن مذبحة بحق المدنيين. ومع رائحة الموت في المكان كان عمال الإنقاذ يسحبون جسداً بعد آخر ومن بينها جثة صغيرة محمولة على بطانية.
وفي الزاوية تجلس امرأة مغطاة بالذباب بين ذراعيها المتحللتين شاب وهذا الاكتشاف المروع كان بداية تحقيق “سي إن إن” الذي امتد لأسابيع.
7 ناجين
ومما زاد الأمر تعقيداً-بحسب المصدر- الحظر الذي تفرضه إسرائيل على الصحفيين من دخول غزة دون مرافقة من الجيش الإسرائيلي والانقطاع المتكرر للاتصالات.
وتعقب التقرير 7 ناجين وجمع مقاطع فيديو وصوراً عبر الأقمار الصناعية
وبيانات صحفية عسكرية إسرائيلية، وتحققت من محتوى وسائل التواصل الاجتماعي.
وبدأ التقرير بسؤال جيش الاحتلال الإسرائيلي عن الحادث وإعطائهم صورًا وإحداثيات محددة. وقال الاحتلال إن قواته تعرضت لإطلاق نار من ذلك الموقع في الرابع من يناير، وزعموا أنهم قاموا بـ”ضربة محددة لإزالة تهديد وشيك” – ولا يمكنهم تأكيد ما إذا كانت الجثث مرتبطة بتلك الضربة.
مستودع صلاح الدين
وعرض التقرير صورة لشارع صلاح الدين الذي وقعت الضربة في زاوية منه وكانت هناك مستودعات على جانبي الطريق –منطقة صناعية- لجأ النازحون إلى إحداها.
ويقول التقرير إن الأهالي فيه كانوا محاصرين ويقولون إن الإسرائيليين يطلقون النار على أي شخص يحاول الخروج.
وروت سمية أبو جبة أن ابنها بدأ مع أقارب آخرين في إخراج أمتعتهم من الباب فانفجرت قنبلة أصابته في قلبه، مضيفة أنه نزف وركض وسقط على الأرض وتوفي كما قتل قريب لهم ورجل آخر.
وكانت والدة ربى “سمية” تشاهد بيأس ابنها حمدي يموت أمام عينيها وبينما كانوا يتصلون بالمساعدة سقطت قنبلة أخرى وفقدوا الوعي جميعاً. وعندما استقيظت وجدت أطفالها وأقاربها قد قتلوا وكانت ربى معلقة بين الحياة والموت.
قنبلة بوزن 2000 رطل
وقال التقرير إن ما جعلهم يفقدون وعيهم كان على الأرجح قنبلة ضخمة تزن 2000 رطل وفقاً لثلاثة خبراء باليستيين قاموا بتحليل صور الحفرة.
وتابع المصدر أن “موجة الصدمة الناتجة عن الانفجار قوية جداً لدرجة أنها يمكن أن تمزق الرئتين، وبينما يقول جيش الاحتلال إن هذه” المزاعم” بإطلاق النار على المدنيين لا أساس لها من الصحة، تمكنت سمية وثلاثة من أطفالها الناجين بالكاد من الخروج.
وقتل خمسة من أطفال أبو جبة أصغرهم زين كان في العاشرة من عمره وعلي بعمر 13 عاماً، وكانت جثثهم تتعفن في المستودع.
ولم تكن العائلة بحسب التقرير تعرف أن ربى كانت لا تزال على قيد الحياة.