يجب أن نقول شيئاً؛ حتى لو إحم إحم / وليد معابرة

يجب أن نقول شيئاً؛ حتى لو إحم إحم..

لا شك أن للكلمة تأثيراً في تربية الأجيال، ولا شك أن للكلمة ثقلاً في تحديد مصائر البشر، فهناك كلمة قد تدخلك الجنة، وهناك أخرى قد تقود بك إلى النار، فهي أولاً وأخيراً عنوان المتكلِّم ودليله، وإشارة إلى مدى وساعة أفقه، فضلاً عن أنها مفتاحه إلى قلوب الآخرين، وبها يمكن أن تتغير الأحوال، وتتبدل الأوضاع الاجتماعية بعامة، والأوضاع السياسية بخاصة.

إن ما أقرأه على صفحات التواصل الاجتماعي أو المواقع الإلكترونية، يدل على أن هناك فئة مثقفة من الأردنيين، تحاول نشر الكلمة الصادقة التي تهدف إلى القضاء على الفسادين (السياسي، والاجتماعي)، ولكنها -في بعض الوقت- سرعان ما تعود لتناقض نفسها بكتابة المنشورات الداعية للعنصرية وتأصيل العشائرية دون دراية، وهذا ما يحملني على استطراد أمر عصبة من الرجال المتحمسين، الذين يعتقدون بأن الرزق أمر محسوم، وليس هناك داعٍ للبحث عن أسباب تحقيقه، حيث أراد شابٌ (قد حكّم عقله) أن يحاججهم في أمرهم، فذهب إلى أحد المساجد التي كان الأغنياء فيها يعدون الولائم للفقراء، وقد قرر في نفسه ألا يطلب الرزق، فاختبأ في ركنٍ من أركان المسجد، منتظراً أن يأتيه الرزق…، إلى أن نفذ الطعام، وظل هكذا إلى اليوم التالي، حيث جاء غنيّ آخر بأنواع الأطعمة، ليضعها أمام الفقراء، وظل أخونا (الشاب) مختبئاً في ركنه، يتضوّر جوعاً إلى أن نفذ الطعام مرة أخرى، دون الحصول على أية لقمة يعتاش بها.

مقالات ذات صلة

خلاصة القول: إن الوضع المتأزم، والغلاء الفاحش والتعسفية التي تمارسها الحكومة الأردنية في وقتنا الراهن، فضلاً عن وجود الفاسدين وتكاثرهم المطّرد، يتطلّب منا الوقوف والأخذ بأسباب التغيير، ليتسنى لنا معرفة الشرور الواقعة ومراتبها، والإلحاح في المطالبة الجادة في تحصيل الحقوق، والإصرار على نشر الوعي وتوسيع ثقافة الحق الوطني، وتأصيل الفكر المعصرن عند الأردنيين، ولن يتم ذلك إلا بتكثيف الجهود وإطلاق الكلمات الاحترافية الهادفة، والإصرار على أن نقول شيئا حتى لو إحم إحم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى