سواليف
كثيراً ما نجد أفلاماً تضم مجموعة ضخمة من النجوم، لكن القليل من تلك الأفلام يعلق بأذهان المشاهدين. قد يكون The Beguiled، هو أحد تلك الأفلام التي سيظل عشاق السينما يذكرونها لسنوات قادمة.
الفيلم من إخراج صوفيا كوبولا، ويضم مجموعة من أكثر نجوم هوليوود نجاحاً وموهبةً، إذ يقوم ببطولته كل من: نيكول كيدمان وكريستين دانست -التي عملت مسبقاً مع صوفيا كوبولا في فيلمي: The Virgin Suicides، وMarie Antoinette- بالإضافة إلى كولين فاريل، والنجمة الشابة إيل فانينج، التي عملت أيضاً من قبل مع صوفيا في فيلم Somewhere.
قصة الفيلم مأخوذة عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتب توماس كولينان، وهو إعادة لإنتاج فيلم The Beguiled الذي صدر عام 1971، للنجم كلينت إيستوود، وأخرجه دون سيجل.
من المُقرر بدء عرض الفيلم سينمائياً، يوم 23 يونيو/حزيران المقبل، ومن المُتوقع أن يكون عرضه الأول في مهرجان “كان” السينمائي الدولي، بشهر مايو/أيار المقبل.
قصة الفيلم: غواية تؤدي للهلاك
تتمحور قصة الفيلم حول جون ماكبرني (كولين فاريل)، الجندي بالجيش الاتحادي وقت الحرب الأهلية الأميركية في القرن الـ19، والذي يُصاب بجروح بالغة أثناء الحرب، ثم يهرب من أرض المعركة، ويهيم في الطرقات؛ بحثاً عمن يداويه.
بعد ذلك تعثر عليه فتاة بإحدى المدارس الداخلية المحافظة للبنات، والتي تديرها مارثا فارنس ورث (نيكول كيدمان)، فتقرر مارثا وبقية العاملين بالمدرسة إحضار جون ومعالجته.
في البداية يسير كل شيء على ما يُرام، وتعمل طالبات المدرسة ومدرساتها على العناية بجون، لكن تبدأ الأمور في أخذ منحى آخر، حيث تبدأ الفتيات بالوقوع في غرام ماكبرني، ويرجع ذلك إلى أنه الرجل الوحيد بالمدرسة، وتبدأ المنافسة والغيرة بين الفتيات من أجل الفوز بقلب جون ماكبرني، إلي أن تتدخل مارثا؛ لتعيد السيطرة على الأمور.
في النسخة القديمة من الفيلم، عام 1971، التي قام ببطولتها النجم كلينت إيستوود، كان يتم سرد قصة الفيلم وأحداثه من خلال جون ماكبرني إيستوود، وما عايشه في المدرسة من أحداث مؤلمة.
بينما في نسخة المخرجة صوفيا كوبولا، يتم سرد قصة الفيلم وأحداثه من خلال فتيات المدرسة ومدرساتها، أي أن الاختلاف هذا العام جاء في منظور من يروي تفاصيل القصة، وسوف نرى كيف سينعكس ذلك الاختلاف على أحداث الفيلم.
هل نرى أول ترشيح لأوسكار أفضل فيلم عام 2017؟
تجتمع في فيلم The Beguiled العديد من العناصر التي تؤهله لكي يكون أحد أوائل المنافسين على أوسكار أفضل فيلم لعام 2017.
فمخرجة الفيلم هي المتألقة صوفيا كوبولا، ابنة مخرج ثلاثية The Godfather فرانسيس فورد كوبولا. لدى صوفيا مجموعة من الأفلام السابقة التي برهنت على موهبتها، وأثبتت من خلالها أن النساء قادرات على إخراج أعمال فنية عظيمة، إذ أخرجت من قبل فيلم Lost In Translation عام 2003، للنجم بيل موراي، والنجمة سكارليت جوهانسون، وهو الفيلم الذي جعلها ثالث امرأة في تاريخ الأكاديمية تترشح لأوسكار أفضل مخرجة، وأول امرأة تفوز بأوسكار في فئة أفضل سيناريو أصلي. بجانب إخراجها لأفلام أخرى لا تُنسى مثل The Virgin Suicides عام 1999، و Marie Antoinette عام 2006، وSomewhere عام 2010.
أما نجوم الفيلم فلهم تاريخ طويل من الأفلام الناجحة، والأدوار المميزة، على سبيل المثال النجمة نيكول كيدمان وأدوارها في أفلام: Moulin Rouge، و The Hours، و Eyes Wide Shut -للمخرج الكبير ستانلي كوبريك- وآخر أدوارها بفيلم Lion، الذي حقق نجاحاً نقدياً كبيراً. بالإضافة إلى ذلك حصلت على العديد من الجوائز، فقد فازت بجائزتي أوسكار، والبافتا مرة واحدة، بجانب فوزها بالغولدن غلوب ثلاث مرات، وغيرها من الجوائز والتكريمات.
أما عن بقية فريق عمل الفيلم، فلهم أيضاً مسيرة فنية مميزة. فالنجمة كريستين دانست لها الكثير من الأدوار التي جعلت لها شعبية كبيرة، ما بين دورها في ثلاثية Spider Man، مع النجم توبي ماجواير، ثم دورها مع النجم رايان جوسلينج في فيلم All Good Things، ودورها المميز في فيلم Melancholia، الذي فازت عنه بجائزة مهرجان كان السينمائي كأفضل ممثلة.
أما النجم كولين فاريل، فقد برهن على موهبته في فيلمه الأخير The Lobster، الذي ترشح عنه لغولدن غلوب أفضل ممثل، بجانب دوره في فيلم الدراما In Bruges عام 2008.
أما إيل فانينج فأصبحت نجمة هوليوود القادمة، فمع كل فيلم تقدمه، تثبت أنها ممثلة موهوبة، ولا تعتمد فقط على جمالها. فأدوارها الأخيرة في أفلام: Trumbo، مع النجم براين كرانستون، وThe Neon Demon، و 20th Century Women، أثبتت أنها قادمة بقوة على طريق النجاح.
كل تلك العوامل قد تجعل الفيلم من أقوى المرشحين عام 2017 لنيل العديد من الجوائز الكبرى، في فئات: التمثيل، والإخراج، والكتابة، وغيرها.