هل أصبح الخلاص فردياً في مجتمعنا؟ / ا.د حسين محادين

هل أصبح الخلاص فردياً في مجتمعنا؟

علمياً وقيمياً؛ لايتحقق حضور الفرد بمعزل عن الجماعة؛ ولا تتحقق ادوارنا الانسانية المؤثرة بمعزل عن تفاعلنا وتكافلنا مع الاخرين..ومع هذا بدأتُ في الآونة الاخيرة أميل الى الاستنتاج أردنياً ، بسيادة الفرديات من خلال الملاحظة اليومية؛ التي تشير فعليا الى أن قيم التفاعل الجماعي الهادف في الشأن العام آخذة في التراجع نحو القيم الفردية”الانوات” بصورة بارزة للمتعمق في التحليل والاستناج العلمي من خلال ملاحظاتي الاتية:-
1- ارتفاع نسب الفقر في مجتمعنا العربي المسلم والمفترض ان قيم واداء الصدقة وانتشار التكافل وكُثرة الجمعيات الخيرية وكل الذي سبق وقائع اساسية فيه ومع هذا نسب الفقر في إزدياد.
2- المواقف التشكيكية والتخوينة ربما نحو كل من؛ الاحزاب، والجمعيات الاهلية وكل العاملين في الشأن العام واتهامهم بأن لهم اهدافهم الخاصة غير العامة؛ ويسعون غالبا للتسلق على اكتافنا نحن العوام ما يساهم في تراجع او ذوبان قيم الجماعة والمؤسسية لصالح القيم الفردية كمدخل للابتعاد والخلاص من إستحقاقات التعاون والثقة بالآخرين ما يعمق الفردية بالضد من قيم التماسك المجتمعي؛ جماعات ومؤسسات أهلية وعلاقات انسانية تنظيمية كضرورة لاستمرار تنام وتطور عناوين انسانية مجتمعنا الموجوع هالأيام.
3- نلاحظ مواقفنا ودرجة استجاباتنا عندما يطلب الاخرين منا مساعدة ما اثناء تعرضهم للخطر؛ او بُعيد تعرضهم لحادث ما.. وابتعادنا عن مساعدتهم”شو دخلي فيه” للأسف ولعل جُل ما نُقدِم عليه هو تصوير مآسي الآخرين عبر هواتفنا الخلوية رغم نزفهم او حتى ضعفهم بالامراض او الفقر لتكون سبقاً إعلاميا لنا كأفراد وبثها عبر وسائل التواصل الاجتماعي في احسن الاستجابات كتعبير عن بحثنا عن الشهرة ولو على ظهور مواجع الآخرين.
اخيراً؛ ومن منظور علمي لابد من التذكير انه ومنذ تسعنيات القرن الماضي؛ وتحديدا بُعيد شروع حكوماتنا المتعاقبة وبعيد انتفاضة الخبز وعودة الحياة الديمقراطية واطلاق الميثاق الوطني والبدء في عمليات الخصخصة الاقتصادية والربحية كأساس للشركات والاثرياء”الفردية” والعمل على إلغاء وشيطنة مشاريع وموجودات القطاع العام”الجماعية” ودو وضعنا لاقتصاد اجتماعي لحماية الفقراء وموظفي القطاع العام إنما هي منظومة تحولات موجعة وهادفة في حياة الاردنيين وكجزء من فكر وتبعينا للنظام الراسمالي المعولم خصوصاً بعد ان ساد القطب الغربي الواحد بقيادة امريكا ودولارها الذي تُقاس به كل عملات هذا العالم بقرنه الامريكي الواحد .
اذن ما نعيشة من الفرديات فكرا وسلوكيات إنما هي جزء من واحدية الفكر والممارسات المعولمة والقائمة على دعم وسيادة “الانوات الفردية” المتورمة ايضا؛اذ نجح هذا الفكر في اقناع اغلبنا بأن قيمتك تقاس بما تملك نقداً او منصب فقط؛ بغض النظر عن شرعية الوسيلة المستخدمة في الوصول اليهما؛ وبغض النظر عن حقيقة الكفاءة التي تملكها؛ او حتى الألقاب التي ننافق لجُل أصحابها من غير الاكفياء تحديدا مثل “معالي،عطوفة، دكتور،مدير ..الخ” فأنتشر للاسف في مجتمعنا الاعتقاد الخاطىء بأن الثراء او المناصب الفردية هي الاساس لحامليها ؛وانها الوسيلة الاساس والأولى لنيل الخلاص الفردي لاي منا؛ بغض النظر عن راي بالاخرين بنا وطبيعة علاقتنا معهم في مجتمعنا الاردني الآخذ في بالتفكك قيمياً ومؤسسياً وسياسياً لصالح علاقات فرداوية مقيتة وانانية دخيلة على منظومتنا القيمية والدينية التاريخية المُفترض انها جماعية التنظيم انسانية المحتوى فالجنة دون ناس لاتداس..فهل نحن متفكرون ومتعظون؟.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى