حكاية واحد مستعجل / كامل نصيرات

حكاية واحد مستعجل
مستعجل ..جداً مستعجل ..ومن عجلتي مش عارف أحكي كلمتين على بعض ..أودّ أن أكتب لكم موضوعاً قيماً عليه العين و الأذن و الأنف و الحنجرة ..لكنني مستعجل ومش عارف أركز ..نفسي أركز لكي أزوّدكم بجملة مفيدة ..!
ها أنا ألبس ملابسي بسرعة لا يتخيلها أحد ..ولو تمّ فحصي جيداً ؛ لاكتشف الفاحص إنني لبستُ (الجرابين) كل فردة شكل ..ولاكتشف أيضاً إنني لم أغسل عيوني جيداً وأن آثار (الدبق) موجودة وبكميات لا بأس بها..
حتى الفطور ؛ الكل يشفق عليّ ويرجوني أن آكل لقمتين (ع السريع) لغايات فكّ الريق ..ولأنهم قالوا (ع السريع) فقد تذكرتُ استعجالي ..شمطتُ لقمتين ومن عجلتي (رشوطت/ طرطشتُ) على القميص شوية زيت ..مش مشكلة ..المهم ألا أخسر الاستعجال ..و أظل محافظاً عليه ..وكل من يراني سيعذرني لأنه يعرف إنني مستعجل ..!
بودي أن أكتب لكم اليوم عن ……عن عن …..عن عن عن…..عن ايش يا ولد يا (ناقص هزيمات) عن إيش ..؟ نسيتُ الفكرة ..لكنها كانت ببالي..على كلٍّ مش فارقة كثير ؛ لأنه أصلاً ما حدا قاري ورق ولا غير ورق ..مع أن الفكرة التي كانت برأسي جميلة جداً و ستصفقون لي عليها ..بإمكانكم التصفيق بدون وجود الفكرة ؛ اعتبروها من باب رفع المعنويّات ..فأنتم تصفّقون على الطالعة و النازلة ..تصفّقون للأشياء المفهومة و الأشياء غير المفهومة ..وأذكر ذات مرّة ؛ تكلّم مسؤول عن أنه يعمل من أجلنا و خائف علينا و يريد مصلحتنا ..فصفّق له الجميع بلا استثناء ..وبعده مباشرة وقف شخص آخر وقال :نحن لا أحد يعمل من أجلنا ولا أحد يخاف علينا ولا أحد يريد مصلحتنا ..فصفّق له الجميع بلا استثناء بما فيهم المسؤول ..!
المهم ..إنني مستعجل جداً جداً ..ومش فاضيلكم ..فأنا (العاطل عن العمل ) أبحث عن عملٍ كي أجعل الحياة بطيئة ولا تركض سريعاً و أنا أركضُ خلفها بلا معنى ..أعينوني على شحط البريكات قليلاً كي لا اتزحلق في أي شيءٍ أمامي ..!
أرجوكم ساعدوني كي أعود للحياة ..فأنا ليس لديّ أطفال يقولون لي ( لا تسرع يا بابا ..فنحن بانتظارك ) ..بل لديّ أحلام تقول لي(روح بدنا نشوف غيرك ..)..!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى