الهجوم الثلاثي على قطر
قطر الدولة صغيرة المساحة، كبيرة القدر، صاحبة المواقف الشجاعة، قطر المترابطة والموحدة، يتربص بها ابناء جلدتها العرب في تصريحات مفبركة منسوبة لاميرها.
قطر العضو في دول التعاون الخليجي، هذه المنظمة التي تعتبر السعودية هي صاحبة القيادة لهذه المنظمة، والخروج على رأيها هو كسر لاعراف المنظمة، وهذا لا يليق بالديموقراطية وحرية الرأي القطرية.
مواقف قطر وخصوصا من تركيا والاخوان المسلمين، والمناهضة للانقلاب على الشرعية في مصر الذي دعمته السعودية والامارات لا يتناسب مع المملكة السعودية صاحبة القيادة الخليجية.
محاولات عزل قطر لم تكن وليدة اليوم، ففي 2014 تم سحب سفراء دول الخليج من قطر اثر اختلافات في الرأي مع السعودية والامارات، سرعان ما تم معالجة الموقف، دون عدول قطر عن ارائها التي تعتبرها حقوقية وفي محلها.
والمتابع للهجمة الاعلامية الثلاثية (السعودية المصرية الاماراتية) على قطر يرى ان التصريحات المنسوبة لامير قطر هي مؤامرة أُحيكت بليل.
التصريحات المنسوبة قيل انها على لسان امير قطر الذي رعى حفل تخرج احدى الدورات العسكرية في الساعة الثامنة صباحا، فلماذا جاءت هذه التصريحات بعد منتصف الليل؟ ولماذا سرعان ما تم حجب مواقع الجزيرة والصحف القطرية في مصر والسعودية والامارات؟
يقال اعلامياً انه في الاخبار العاجلة، يصعب المسارعة في ايجاد ضيوف على الهواء للحديث عن هذه الاخبار، اذ ان ذلك يحتاج لوقت وتنسيق لذلك، وفي حالة قطر، ورغم ان تصريحات وكالة الانباء القطرية جاءت بعد منتصف الليل، الا اننا وجدنا الاعلاميين وضيوفهم جاهزين على الهواء لتغطية هذه التصريحات.
والادلة الاخرى انه وبالرغم من ان قطر اعلنت رسميا ان موقعها تعرض للقرصنة، الا ان الهجوم الاعلامي لم يتوقف عن مناقشة التصريحات المفبركة، واصر على حجب المواقع القطرية لكي لا تصل لاشقائهم العرب.
الهجوم الثلاثي على قطر، هو هجوم من الشقيقات الكبرى لها، ربما عقابا عن مواقف تعتبرها قطر مواقف ثابتة في حياتها السياسية الداعمة للديموقراطية والرافضة للانقلابات العسكرية.
الهجوم الاعلامي المصري السعودي الاماراتي على قطر بهذا الشكل غير المسبوق، يثبت للعالم اجمع ان معالجة قطر للامور الاقليمية هو على غير النهج االحكومي العربي، التابع للمصالح المادية والسياسية.
