أحلم بحقيبةٍ لا أحفل بوطن

أحلم بحقيبةٍ لا أحفل بوطن

#شبلي_العجارمة

کل ما أحتاجه الآن #مرهم براٸحة #الغربة,لوجهةٍ غير معروفة,کل ما أحتاجه الآن #حقيبة بالية تتسع لرزمة صورٍ لوجوه أبي أمي زوجتي وأطفالي,فقط حفنة #تربة من أرض جدي المشاع التي حرمني إياها النفاق الاجتماعي من الإفراز غير القضاٸي ,أحتاج لکف قمحٍ براٸحة کف جدي وراٸحة العونة بصوت الحداء ,أحتاج لقلم رصاص مهمل علی طرقات أطفال مدرسة قريتي الذين ذابوا في غربة القری المجاورة ,أحتاج لثوب والدي العتيق وقطعة من مدرقة أمي لأجفف عرق جبيني کلما اصطلی بشموس الغربة المجهولة.
أشتاق لصباحٍ بلا سلام وطني رددته لعشرات السنين ولم يشفع لکل أدوات إبداعي المزعوم ووطنيتي المقبولة إن لم تکن صالحة ,أشتاق لنشرة أخبارٍ عن وفرة الخبز ,عن مجانية اللحم للفقراء عن قصرٍ کبير لا تحجبه الأسوار العالية والمتنفعين ببطاقات البنزين المجانية والسيارات السوداء الفارهة .
أشتاق لراٸحة الشيخ الفقير للعشيرة الأغنی منه ,وأشتاق لوطن علی وقع الفاتحة بصوت عبدالباسط عبدالصمد لا بطبول النصر المزعوم للمغنواتية المأجورين ,أشتاق للأفراح والمآتم بلا جعجعات أصوات محبي الظهور وعشاق النفخة الاجتماعية الفارغة .
أحن لجيرانٍ غرباء ينعتونني بالجار الجديد الغريب بلا صباحات کاذبة أو تحية صفراء من خلف جدران القلوب السوداء ,أحن للعيش في وطنٍ لا يحفل بالجذور والآصالة والعناوين المزيفة ,أحن إلی صندوق بريدٍ تعشعش فيه العصافير العابرة بدلآ من بطاقات الأفراح ودعوات الفخفخة الفارغة ,أحن إلی بلادٍ لا أرسم علی جدرانها الأمنيات المشروطة بالواسطة والشللية والمحسوبية ,أحن إلی وطنٍ لا أسمع فيه نغمة المٶامرة لکل ما يحدث علی مسرحه الکلاسيکي .
کم أجدني متلهفُُ لوطنٍ جديد لا يباع فيه التراب ولا يشتری فيه الولاء والانتماء بصولجان التهميش والإقصاء ,أجدني أزهد ما أکون بحقيبةٍ کالحة تحمل مقدار کمشة اليد من الذکريات المجروحة المالحة لوطنٍ شرب کأس الطفولة وارتشف نهر الصبا وابتلع بحر الشباب حتی المشيب .
أحنًُ لبيت عمدةٍ بعينين ينصف نصف مظلمتي وشعبي لا لقصرٍ أعور العينين ولا يبصر لما خلف الأسوار والبلور الأسود المحاط بالرصاص الأعمی والکبرياء المفرط بنشوة اللقب وفخامة الامتيازات الخادعة البراقة !

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى