الإعدامات … رسالة للذئاب المنفردة / عمر عياصرة

الإعدامات … رسالة للذئاب المنفردة

تستطيع أن تنحت من كل حالة إعدام أقدمت عليها الدولة الأردنية في وجبتها الأخيرة رسالة من نوع ما، وكذلك يمكن تنويع الرسائل بين كونها مبعوثة للخارج أو للداخل الاجتماعي والسياسي.
لكن ما اعتقده أن «مخ الدولة» الذي قرر هذه الوجبة من الإعدامات في هذا التوقيت وبهذه الأسماء والقضايا، أراد أن يرسل رسالة واضحة الى الذئاب المنفردة والخلايا النائمة مفادها: الدولة لن تتهاون في إعدام من يقدم على بلبلة أمنها وتعريضه للخطر.
أرادت الإعدامات أن تقول إننا حازمون في المسألة، وبالسرعة المتاحة، وبالوجبات الجماعية للقضايا التي تمس امن البلد وتحاول زلزلة استقراره.
أما التوقيت فباعتقادي انه يأتي في سياق انهزامات تنظيم داعش في الموصل، واقتراب معركة الرقة من الانطلاقة، وليلة فرار التنظيم من تدمر، وبالتالي ارتفاع احتمالية فرار عناصرها لمناطقنا وازدياد كذلك فعالية الذئاب المنفردة التي تعمل في وقت الهزيمة أكثر منها في وقت الاستقرار.
لذلك اختارت الدولة من وجبة الإعدامات رسالة لهؤلاء «أنها لا تمزح» وان حبل المشنقة الأردني ليس مترددا وانه لا يغري بالتمادي على امن واستقرار المملكة.
هذه الإعدامات تأتي أيضا في سياق التزام الأردن بإستراتيجية محاربة الإرهاب، لكنها تبقى في عمقها الإجرائي رسالة للداخل وللخارج ولداعش بأننا جادون ولن نتهاون.
أدرك حجم العبء الأخلاقي والضغط الدولي حين تقدم الدولة على إعدامات بشكل جماعي كما شهدنا يوم السبت، وأدرك أن مؤسسات المجتمع المدني الممولة من الخارج لن يكون لها إلا رفض وانتقاد الإعدامات، لكن في النهاية هناك قرار امني سياسي يجتهد ويقدر الظرف الأمني لذلك لا نملك إلا دعمه والوقوف الى جانبه.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى